أكد المحلل السياسي البريطاني أنتوني سيلدون أن قرار المشاركة في غزو العراق عام 2003 الذي اتخذه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير سيبقي الأكثر إثارة للجدل مقارنة بأي قرار اتخذته أي حكومة بريطانية منذ 1945. واتهم الكاتب في مقال نشرته أمس صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية بلير بدفع بريطانيا إلي غزو العراق بناء علي معلومات استخبارية مغلوطة ومضللة وأنه رهن إرادة البلاد ومصالحها لرغبات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وأنه فشل في التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب وآثارها الكارثية. ومضي سيلدون إلي القول إن الخزي والعار الذي وصم به بلير لا يوازيه خزي آخر سوي ذلك الذي لحق برئيس الوزراء البريطاني الأسبق أنتوني ايدن إثر أزمة السويس عام 1956 عندما كذب الأخير علي مجلس العموم البريطاني مما أسفر عن مقتل 21 عسكريا بريطانيا.. أما في حالة بلير فقد قتل 179 عسكريا بريطانيا إضافة إلي أعداد هائلة من العراقيين. وقال الكاتب إن بلير ربما لن يخضع للمحاكمة كمجرم حرب لكنه سيضطر للدفاع عن نفسه وعن قرارات حكومته أمام ضغط الرأي العام في البلاد وأمام فريق التحقيق في غزو العراق الذي يفحص آلاف الوثائق الحكومية السرية المتعلقة بالحرب ويتلقي شهادات شهود من أعلي الرتب العسكرية في البلاد. وأضاف أن بلير تورط في غزو العراق بتأثير من بوش الذي أراد الانتقام من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بدعوي امتلاكه أسلحة دمار شامل وأن بلير "فبرك" التفاصيل المتعلقة بشن الحرب في "وكره" مع فريق من مستشاريه ووزراء يحملون ختما لاعتماد قرارات معدة سلفا.