حمل رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، احد قادة قوي 14 مارس الممثلة بالاكثرية النيابية، حزب الله ابرز اطراف الاقلية النيابية، المسئولية الفعلية عن تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية، معتبرا ان ذلك لا يناسب حاليا الداعمين الإقليميين للاقلية، اي دمشق وطهران. وقال جعجع في حديث الي وكالة الأنباء الفرنسية "ليس من مصلحة القوي الاقليمية الداعمة لقوي 8 مارس (الممثلة بالأقلية) ان تتشكل الحكومة في الوقت الحاضر ربما هي بانتظار اثمان أكبر من الاثمان التي اخذتها او هي بانتظار ظروف افضل بالنسبة لها". واضاف "في مكان ما، لا نية جدية عند حزب الله لتشكيل الحكومة في الوقت الحاضر ربما لاعتبارات اقليمية". واعتبر جعجع ان حزب الله يتخفي وراء حليفه المسيحي زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون الذي تؤدي مطالبه العلنية الي تعثر تشكيل الحكومة. واشار جعجع، الذي يتزعم اكبر الاطراف المسيحيين في الاكثرية النيابية، الي ان ابرز قوتين شيعيتين حزب الله وحركة امل "غير معترضين علي حصتهما" في الحكومة. وقال "في هذه الحالة كان علي حزب الله اما ان يقنع عون بانه ليس علي الامور ان تكبر الي هذا الحد، واما ان يقول له نحن موافقون وابق انت معارضا. في الواقع حزب الله يدعم مواقف عون من خلف" الكواليس. وما زال تشكيل حكومة وفاق وطني يراوح بين تفاؤل وتشاؤم منذ تكليف ابرز قادة الاكثرية سعد الحريري للمرة الاولي تشكيلها في 27 يونيو الماضي. ويبدو في العلن ان الخلاف بين الطرفين بات متمحورا حول الحقائب والاسماء وخصوصا بالنسبة الي زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون الذي تربط الاقلية مشاركتها في الحكومة بموافقته علي الحصة المخصصة له. واعتبر جعجع ان سلوك الاقلية في تشكيل الحكومة يدل بوضوح علي رغبتها في فرض رأيها في كل قرار تحت طائلة تهديد مبطن باللجوء الي العنف، كما حدث في 7 مايو العام 2008 عندما سيطر حزب الله عقب احداث دموية علي بيروت، او عندما اعتصمت قوي الاقلية لمدة عام ونصف العام في وسط بيروت التجاري، وهو ما رأي فيه لب "العقدة الداخلية" في عملية التأليف. وقال "المشكلة الحقيقية هي ان فريق 8 مارس وتحت شعار الوفاق الوطني وحكومة الوحدة الوطنية يقول في شكل واضح جدا انه لا يقبل بأن يتم اي شيء أكان تشكيل الحكومة او اي قرار اخر، من دون موافقته". ورأي جعجع ان هذا السلوك يكون مشروعا لو ان تحقيقه يتم بوسائل ديموقراطية لا بالتهويل. وقال "هذا مشروع لو انهم يترجمونه بالوسائل الديموقراطية لكان مشروعا، ولكن صراحة هم يلجأون في كثير من الاوقات الي التهويل والتذكير باحداث ماضية ليقولوا لا تقوموا باي شيء من دوننا". ورأي جعجع ان علي الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي يتطلب اقرار التشكيلة الحكومية توقيعه، ان يشكلا وفق الاليات الدستورية الحكومة التي يعتبرانها مناسبة علي ان يتحمل من يرفضها مسئوليته. وقال "نفضل ان تتشكل الحكومة باوسع صفة تمثيلية ممكنة، ولكن الافضل ان تتشكل حكومة بما تيسر من ان تبقي البلاد هكذا (بدون حكومة)". واضاف "انا لست مع ان ننتظر الساعة الاقليمية او الدولية، انا مع ان نعود الي الاليات الدستورية علي الاطراف الذين يرفضون تطبيق الاليات الدستورية ان يتحملوا مسئوليتهم".