التباين الفكري واتساع قاعدة الحوار الهادف وطرح الآراء والأفكار الناتجة من اختلاف ثقافات أفراد المجتمع الواحد والوقوف علي محاور وأسباب الخلل الاجتماعي من خلال الرأي والرأي الآخر هو السبيل الفعال لاحتواء مشكلات المجتمع والوصول لما فيه خير الوطن والمواطن. أيام معدودة وينعقد مؤتمر الحزب الوطني المتوقع أن يكون خلافاً لغيره من المؤتمرات السابقة حيث أننا مقبلون علي الانتخابات البرلمانية والرئاسية وهناك دعوات لاصلاح سياسي وتعديلات مرغوبة في قانون مباشرة الحقوق السياسية فضلا عن تأثير المناخ المصري والعالمي بتداعيات الأزمة الاقتصادية وتأثيرها علي قطاعات الدولة وما فرضته من آثار سلبية علي الاقتصاد في مصر والعالم وحالة الاحتقان التي قد بلغت ذروتها عند كل مواطن نتيجة الفساد المنتشر في كل مؤسسات الدولة ناهيك عن حالة القلق والذعر التي تسود الأوساط العربية والعالمية من جراء انفلونزا الطيور التي لم تلبث أن تحل علينا إلا ورافقتها انفلونزا الخنازير لذا لابد وان تكون أولي اهتمامات هذا المؤتمر هي سبل مواجهة هذه الأوبئة والتوعية الشاملة بما يكفل تكوين وعي عام بخطورة هذه الأمراض لدي جميع شرائح المجتمع وانطلاقا من تغييب وتهميش الحكومة التام للشباب ودورهم في نهضة المجتمع لابد وان يقوم المؤتمر بوضع أسس سياسية جديدة تكفل احتواءهم ومراعاة أفكارهم ومناقشتها ووضع المستحسن منها موضع التطبيق بما يقلل من احساسهم بالبعد عن دائرة الاهتمام المصري ويعمق بداخلهم روح الإنتماء والإخلاص والتفاني من أجل الوطن كما أنه لا يجب أن يغفل المؤتمر التركيز علي المرأة ودورها في الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال تشجيعها المستمر علي خوض الانتخابات البرلمانية طبقاً لقائمة (الكوتة) التي أقرها مجلس الشعب من أجل السماح لها بمزيد من الحرية والديمقراطية والحث علي العمل الدائم من أجل ضبط سياسات الحكومة في كل المجالات التي تمس حياة المواطن كمجالات العمل والتعليم والأجور والأسعار والمواصلات بوضع الخطط الفعالة التي ترمي إلي توفير فرص العمل للشباب وتحسين نسبي للأجور والعمل علي تخفيض مستوي الأسعار في السوق المصرية وتحسين المرافق والخدمات والحفاظ علي الطبقة الوسطي قبل أن تنكمش مع الأخذ في الاعتبار أن الدول الفقيرة في عصرنا الحالي لا تكتسب سيادتها ودورها الاقليمي إلا من خلال قوة اقتصادها واتساع مواردها وقدرتها علي إدارة أزماتها ولا جدوي لتواجد دبلوماسي أو موقع جغرافي متميز دون اقتصاد مزدهر يكفل حياة كريمة لأفراد الشعب لذا وجب علي القائمين علي هذا المؤتمر مراعاة أنه في ظل تزايد نسب ومعدلات الفقر وانتشار الفساد ألا تكون المهمة قاصرة علي مجرد إدارة الفقر والفساد والحفاظ علي الفقراء من أن تتدهور حالتهم أكثر مما هي عليه الآن لكن وجب عليهم تبني سياسات الاستثمار والانفتاح الاقتصادي بما يحقق تنمية اجتماعية شاملة وتحسين نوعية الحياة للمواطنين وتوزيعاً عادلاً لعائد التنمية فضلاً عن الاهتمام بتدعيم حقوق المواطن السياسية والمدنية وتنظيم علاقته مع الحكومة وأري في النهاية أن "الداء الذي بات يشكو منه المواطن لم تعد تنفع معه ما تستخدمه الحكومة المصرية من مسكنات وليس هذا المؤتمر بمثابة المفتاح السحري الذي سوف يمحو كل السلبيات وإنما علي الأقل لابد وان يكون بداية لتطلعات وآمال جديدة فلا جدوي لسياسات وقرارات نخرج بها من هذا المؤتمر دون وجود آلية حزبية جادة لمتابعة التنفيذ وان كان هناك ضغط خارجي يحفز علي الإصلاح في مصر فما يمتلئ به مجتمعنا من فوضي ومشكلات يكفي وحده لأن يكون دافعاً لما نرغبه من تعديل وتنمية ولن تكون هناك نهضة حقيقية دون إطلاق حرية للأحزاب السياسية في ممارسة أنشطتها الحزبية بما يؤدي إلي إئتلاف حزبي مصري موحد الغاية والهدف -كما أنادي-" أولاً بفتح نافذة الحوار وتبادل وجهات النظر عن قرب مع المعارضة المصرية فالحوار يعني الاستماع والتنازل عن الرأي بصدق وقناعة طالما أجد في الرأي الأخر صالح المجتمع وثانياً: أتساءل ومعي الكثير وإن كان السؤال قد تم طرحه من قبل "إلي أين تذهب مصر؟ ونلتمس إجابة مقنعة وصادقة من القائمين علي هذا المؤتمر وأطالب ثالثا بتوضيح لأسباب الفساد والفوضي المتزايدة في جميع قطاعات مرافق الدولة، يعقبه تساؤل وهو: إذا كانت الدولة كما تذكر تواجه هذا الفساد فلماذا لم نشعر إلي الآن بقلته أو ثبوته عند حد معين؟ كما أرجو أيضا أن يكون هذا المؤتمر واجهة مصرية جادة وفعالة راغبة في تنمية حقيقية وألا يكون مظهراً شكلياً للديمقراطية المصرية أو أداة يستخدمها حزب الحكومة في أوقات الانتخابات فهل من مجيب؟