إلا أن الفريق عاد من بعيد لينتزع فوزا ثمينا بهدفين دون رد في آخر مباراة بالدور الأول أمام منتخب كوت ديفوار. وكان الانتصار في تلك المباراة كافيا لتأهل الإماراتيين إلي الدور ثمن النهائي، قبل أن يصطدم طموحهم بصلابة المنتخب الغاني الذي قضي علي آمال أبناء الخليج في بلوغ دور الأربعة. وحققت الإمارات إنجازا أفضل في دورة 2003 التي استضافتها علي أرضها، حيث بلغ منتخبها الوطني دور الثمانية، قبل أن يتعثر أمام كولومبيا ويخرج من البطولة منهزما بهدف وحيد مقابل لا شيء. وسيساهم بكل تأكيد فوز أبناء الخليج العام الماضي بلقب بطولة آسيا تحت 19 سنة في الرفع من معنويات اللاعبين، حيث سيحاول الفريق إضافة إنجاز جديد لرصيده خلال دورة مصر 2009. التأهل لم يكن تأهل الإماراتيين إلي مونديال الشباب أمرا متوقعا، حيث أوقعتهم قرعة بطولة كأس آسيا تحت 19 سنة التي استضافتها السعودية في مجموعة اتسمت بالصعوبة والندية. لكن الفريق الأبيض خلط كل الأوراق بفوزه في الدور الأول علي كل من العراق وكوريا وسوريا، قبل أن يخطف بطاقة التأهل إلي بطولة العالم للشباب بتغلبه في مباراة ربع النهائي علي البلد المضيف بفضل هدف حاسم من توقيع ذياب أحمد. وبعد ضمان المشاركة في دورة مصر، التي ستنطلق في 24 من سبتمبر 2009، واصل الإماراتيون زحفهم نحو أول لقب قاري في تاريخ بلادهم، إذ أزاحوا منتخب أستراليا بثلاثية نظيفة في نصف النهائي، قبل التمكن من الظفر بدرع البطولة بفوزهم علي أوزبكستان بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة النهائية. وبهذا الإنجاز يكون منتخب الإمارات أول فريق من غرب آسيا يحقق لقب بطولة الشباب منذ سنة 2000، وهي السنة التي شهدت فوز العراق بالكأس القارية تحت 19 سنة وسلطنة عمان ببطولة آسيا تحت 17 سنة. المدرب بات المدرب المحلي مهدي علي حسن بطلا قوميا بعدما قاد منتخب الإمارات لتحقيق أول إنجاز قاري في تاريخ البلاد. وكان علي قد أخذ علي عاتقه مسئولية تدريب الفريق قبل أسبوع واحد من انطلاق البطولة خلفا للتونسي خالد بن يحيي، الذي أقيل من منصبه بعدما اكتفي باحتلال الصف الأخير مع الفريق في الدورة الودية التي نظمها الاتحاد الإماراتي في أبو ظبي. لكن مهدي علي لم يكن غريبا علي اللاعبين، حيث كان قد أشرف علي تشكيل هذا الفريق نفسه قبل أربع سنوات، ليتولي بعد ذلك منصب المدرب المساعد عند مجئ بن يحيي. نجوم الفريق تصدر أحمد خليل قائمة الهدافين محرزا في الوقت ذاته لقب أفضل لاعب في دورة 2009 بالسعودية، ليؤكد بذلك مكانته كلاعب أساسي في تشكيلة منتخب الإمارات الأول. وفضلا عن مهاجم الأهلي، فقد تمكن كل من أحمد علي وذياب عوانة من خطف أنظار المتتبعين من خلال أدائهم المتميز في مختلف مباريات البطولة. السجل شاركت الإمارات مرتين في بطولة الفيفا لكأس العالم تحت 20 سنة. يخوض منتخب الإمارات غمار بطولة مصر 2009 بصفته بطلا لكأس آسيا تحت 19 سنة. من جانبه قال المدرب مهدي علي حسن: "نحن فخورون بما حققناه حتي الآن، لكن علينا أن ندرك أن الرهان الحقيقي ما زال ينتظرنا علي أرض مصر. لقد وضعت كل ثقتي في اللاعبين، وأنا علي يقين أنهم سيواصلون تشريف وطنهم".