بعد حوالي شهر من انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية يقف العراقيون علي مشارف حرب أهلية بعدما تلوثت الهجمات بألوان الطائفية علي نحو يهود ينسف الهدوء الذي عمر البلاد خلال العام الماضي عقب تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في يناير 2008. وبعد أيام من استهداف المسلحين لمساجد شيعية استيقظت مدينة الموصل علي هجمات دموية هي الأسوأ منذ انسحاب القوات الأمريكية من المدن كان ضحيتها أكرادا يعيشون في المدينة المضطربة.وقتل ما لايقل عن 42 شخصا واصيب نحو 230 اخرون بجروح في موجة من التفجيرات الدموية في مدينة الموصل المضطربة (شمال) والعاصمة بغداد أمس الأول. وانفجرت شاحنتان ملغومتان في قرية الخزنة (20 كلم شرق الموصل) مما ادي الي مقتل 23 شخصا واصابة 138 اخرين وتدمير 35 منزلا في تلك البلدة التي تسكنها طائفة الشبك. وتنتشر هذه الطائفة التي تتكلم لغة خاصة بهم وهي الشبكية وهي خليط من لغات تركية فارسية وعربية وكردية في عدد من قري الموصل ومحافظة نينوي، وتمتهن الزراعة والتجارة. وقد تعرضت هذه الطائفة ومعظمهم من الشيعة لقمع شديد في عهد صدام حسين وكانت هدفا لاعتداءات القاعدة بعد الاجتياح الأمريكي سنة 2003. ويمثل هذه الطائفة نائب واحد في البرلمان وهو عضو في الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم. واكد شهود عيان ان الاعتداء اسفر عن اضرار في جميع منازل القرية، ولم يسلم منها اي مبني. وقال محمد كاظم (37 عاما) وهو احد الجرحي الراقدين في المستشفي "كنت نائما علي سطح المنزل واستيقضت علي اثر زلزال قوي شاهدت بعدها غيمة كبيرة ترتفع الي السماء من الدخان والاتربة". واضاف كاظم الذي يعمل مهندسا "بعدها باقل من دقيقة وقع انفجار اخر دفعني واسقطني ارضا وانهالت علي الحجارة حتي اغمي علي". وقال فلاح رضا (23 عاما) وهو يرقد ايضا في المستشفي "قتل احد عشر فردا من عائلتي بالانفجار الثاني". واضاف وهو مصاب بساقه وذراعه "انهار المنزل بالكامل علينا، الامر كان اشبه بزلزال عنيف". واعلن طبيب في مستشفي مدينة الطب ان معظم الضحايا قتلوا تحت الانقاض التي خلفها عصف الانفجارين. وقال يحيي الجبوري ان "معظم الاصابات، كانت نتيجة الحجارة والعصف وانهيار المباني علي السكان اثناء نومهم داخل المنازل وعلي سطوحها". وتابع "هناك حالات خطيرة يتم التعامل معها الان واخرون دخلوا الي صالة العمليات". وقارن احد الضحايا الراقدين في المستشفي الانفجارين بيوم القيامة، وقال اسعد سالم "كنت قد انتهيت من صلاة الفجر واحاول النوم، وقع الانفجار الاول الذي دمر كل شيء في بيتي". واضاف اسعد سالم الذي اصيب بجروح بالرأس والصدر "بعد لحظات وقع الانفجار الثاني، الذي خلف عصفا ترابيا دخل الي المنزل ظننت انها يوم القيامة وان هذه نهاية الحياة". يشار الي ان العديد من العائلات تنام في سطوح منازلها بسبب الحرار العالية ونقص التيار الكهربائي في البلاد. وفي بغداد استهدف اعتداءان بالسيارة المفخخة تجمعا للعمال الموسميين. وافادت مصادر في الشرطة ان "سبعة عمال قتلوا علي الاقل واصيب 46 اخرون بانفجار عبوة ناسفة وضعت داخل كيس للاسمنت". واضافت ان "تسعة عمال اخرين قتلوا واصيب 36 اخرون بانفجار سيارة مفخخة في حي الشرطة الرابعة جنوب بغداد".