لم يكن الشاعر الكبير صلاح جاهين واهماً إذن أو حالماً عندما قال يوماً علي لسان عبد الحليم حافظ في أغنية "المسئولية"، التي غناها "حليم" في 23 يوليو عام 1966، من ألحان الموسيقار الكبير كمال الطويل:"تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا في كل قرية عربية.. دي مهيش أماني.. وكلام أغاني"؛ ففي السابعة من مساء اليوم تفخر دمنهور، بل مصر كلها، بالحدث الثقافي الكبير الذي تشهده المدينة عندما تفتتح السيدة سوزان مبارك مسرح أوبرا دمنهور بعد إعادة تطويرة، وترميمه، في احتفالية فنية كبري، يحضرها الفنان فاروق حسني وزير الثقافة، وكبار رموز وشخصيات المجتمع السياسي والثقافي. يبدأ برنامج الحفل الفني الكبير، الذي تنظمة دار الأوبرا المصرية، ويشارك فيه 200 فنان من أعضاء الفرق المختلفة للأوبرا، بإشراف د. عبد المنعم كامل، بقيام أوركسترا أوبرا القاهرة، بقيادة المايسترو نادر عباسي، بعزف السلام الجمهوري المصري ثم بيلقي الوزير فاروق حسني كلمة موجزة يعقبها عرض فيلم تسجيلي عن تاريخ المسرح، ومراحل تطويره، وترميمه، ثم يعزف الأوركسترا إفتتاحية أوبرا "زواج فيجارو" للمؤلف الموسيقي العالمي " موتسارت"، وبعدها تقدم فرقة بالية أوبرا القاهرة مشهد من بالية "أوديسيوس" بمشاركة مغنية الأوبرا "حنان الجندي" ثم تُختتم الإحتفالية بمشهد من بالية "زوربا" أداء هاني حسن وأحمد يحيي. من جانبه أكد الفنان فاروق حسني وزير الثقافة أن المسرح تم إعداده طبقا لأحدث النظم العالمية في أساليب العرض والإضاءة والصوت، مشيراً إلي أن المبني أصبح بمثابة أوبرا جديدة تخدم أهالي إقليم شمال ووسط الدلتا، وأرجع الفضل في هذا الانجاز إلي الرئيس حسني مبارك الذي قدم الدعم المالي والمعنوي للمشروع الذي يمثل منارة لنشر الثقافة الرفيعة في وسط الدلتا؛ حيث أن مشروع انقاذ وتطوير مسرح دمنهور جاء تنفيذاً لتوجيهات الرئيس مبارك خلال افتتاحه لمسرح وأوبرا سيد درويش بالاسكندرية قبل عامين، عندما أمر بضرورة قيام وزارة الثقافة بتنفيذ مشروعات عاجلة لإحياء وإنقاذ مسارح دمنهور. جدير بالذكر أن مسرح أوبرا دمنهور، أو كما كان يعرف باسم "مسرح البلدية"، يعد تحفة معمارية رائعة أبدعتها أيدي المهندس المعماري، الذي قام بتشييده ليضاف إلي مصاف الأعمال المعمارية والفنية الخالدة التي تذخر بها مصر بصفة عامة، ومدينة دمنهور بصفة خاصة؛ نظراً لما يتميز به "مسرح البلدية" من مجموعة فريدة من العناصر الزخرفية والهندسية، وكذلك المعمارية، التي حوت في طياتها الأصول الإسلامية. يرجع تاريخ إنشاء مبني المسرح، إلي عهد الملك فؤاد الأول، الذي وضع في الثامن من نوفمبر عام 1930، حجر أساس مبني البلدية، والسينما، وأطلق علي القسم الغربي من المبني "سينما وتياترو فاروق" قبل ان يتغير الاسم، بقرار من المجلس البلدي عام 1952، إلي "سينما البلدية"، وظل كذلك حتي عام 1977 عندما تغير الاسم إلي 'سينما النصر الشتوي'، وهي التسمية المعروفة حتي الآن، بينما سميت المكتبة باسم الملك فؤاد ثم أطلق عليها اسم الأديب الراحل 'توفيق الحكيم' وتعرف حاليا بمكتبة دمنهور.