أصبح هذا الوباء يهدد وبقوة وشراسة البطولات العالمية المنتظر اقامتها هذا العام.. أوالعام الذي يليه إذا لم تجد منظمة الصحة العالمية علاجا شافيا وسريعا له.. يحد من انتشار المرض الذي يحصد أرواحا تتزايد يوميا.. ويزحف من دولة لأخري بحثا عن حصد المزيد من الأرواح. وهذا العام حافل بالمناسبات والتجمعات العديدة.. بداية من بطولة كأس العالم لكرة اليد في مصر.. خلال أغسطس القادم تسبقها بطولة كأس العالم للقارات في جنوب أفريقيا في يونيو المقبل.. وتليها بطولة كأس العالم للشباب في مصر.. خلال سبتمبر القادم. هذه البطولات باتت علي "كف خنزير" أو علي "كف عفريت سابقا" وأصبحت مهددة بالإلغاء أو التأجيل بسبب هذا الوباء الذي يضرب العالم والذي انطلق من المكسيك منبع "انفلونزا الخنازير" فمنظمة الصحة العالمية متخوفة من تحول الفيروس إلي وباء عالمي يحصد الكثير من الأرواح البريئة مما دفع المسئولين في هذه المنظمة إلي اصدار بيانات عاجلة ترفض اقامة أي تجمع يزيد عدد أفراده علي 40 شخصا.. وهو الأمر الذي أدي إلي خوض اللاعبين لمنافسات الدوري المكسيكي بدون جمهور بالاضافة للخوف الذي أصاب فرق أمريكا الوسطي المشاركة في بطولة كأس اللبرتادوس حيث من المفترض ان تستقبل المكسيك عددا من هذه المباريات علي أرضها لاسيما وأنه توجد العديد من الفرق المكسيكية التي تشارك في هذه البطولة وذلك رغم تعهدات الحكومة هناك باتخاذ كل التدابير الصحية للحول دون انتقال المرض لأي من اللاعبين إلا أن التوجه العالمي الذي يقترب من رفع درجة الاستعداد للفيروس إلي الدرجة السادسة والأخيرة وهي درجة الوباء قد جعل من تصريحات الحكومة المكسيكية كلاما غير مقبول علي الاطلاق. ولم يعصف المرض الجديد التي اطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم "H1N1" بالكرة المكسيكية فقط حيث اصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" برئاسة السويسري جوزيف بلاتر بيانا تؤكد فيه علي دراسة يجريها الفيفا لالغاء بطولة كأس القارات التي تستضيفها جنوب افريقيا شهر يونيو القادم قبل استقبالها للحدث الأكبر كأس العالم 2010. خاصة أن مثلها هذه البطولات تنتشر فيها التجمعات الجماهيرية بصورة كبيرة ومن كل انحاء العالم مما يجعل الفرصة سانحة أمام الفيروس في التحول إلي وباء عالمي كما أصبحت ايضا بطولة كأس العالم للشباب التي تستضيفها مصر سبتمبر المقبل من البطولات المهددة لنفس السبب لاسيما وأن مصر وجنوب افريقيا.. رغم كونهما أكبر الدول الافريقية إلا أن كليهما يعاني من النقص الشديد في الوعي والامكانيات التي تؤهلهما للتصدي لهذا المرض الفتاك وسط هذه التجمعات الكبيرة التي تفرضها مثل هذه البطولات العالمية. من جانبه أبدي المدير الفني للمنتخب الشباب التشيكي ميروسلاف سكوب تخوفه الشديد من هذه الشائعات مؤكدا علي صعوبة إلغاء مونديال الشباب في هذا الوقت بالذات نظرا للخسائر الهائلة التي ستتعرض لها العديد من الأطراف سواء داخل مصر أو خارجها. وأضاف سكوب ان الحالة الوحيدة التي يمكن فيها حدوث ذلك هو ارتفاع حالة الوفيات بسبب الفيروس إلي معدلات كبيرة تؤكد تحوله إلي وباء، مشيرا إلي ان صحة الفرد دائما ما تأتي في المرتبة الأولي رغم كل الخسائر المتوقع حدوثها إلا ان المؤشرات حتي الآن لا تنبيء بذلك خاصة بعد تأكيدات منظمة الصحة العالمية باقترابها من الوصول إلي لقاح للمرض مما سيعطي الموضوع أبعادا أخري ويقلل من حالة الذعر التي انتابت الدول الأوروبية، مؤكدا علي ان عدم وصول الفيروس إلي مصر أو الدول العربية يمنحها المزيد من الدعم في استضافة مثل هذه البطولات الكبيرة.