يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عازمة بالفعل علي الفوز بسباق استضافة أحد مونديالي 2018 أو 2022، وأن تصريحات مسئوليها عن عزم بلادهم التقدم بملف الترشيح لم تكن مجرد تصريحات في الهواء، وإنما كانت وراءها سياسة عامة يشرف عليها مسئولون داخل البيت الأبيض، وذلك بعد نشر نص الخطاب الخاص الذي أرسله الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخط يده إلي جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يدعوه فيه إلي الوقوف بجانب بلاده في طلبها تنظيم المونديال. وكان مسئولو اتحاد الكرة الأمريكي قد صرحوا بأن أوباما قد أرسل خطابا مؤثرا يعبر فيه كيف أنه في صغره كانت كرة القدم تجمع بين أطفال الحي الفقير الذي عاش فيه وكيف كانت الساحرة المستديرة هي تسليتهم الوحيدة وأن هوايته التي نشأت معه في الصغر انتقلت بالوراثة إلي بناته اللواتي يعشقن لعبة كرة القدم ويعرفن أسماء نجومها العالميين جيدا. وقال أوباما في الخطاب: "عزيزي بلاتر، إن موقفك الداعم لنا لتنظيم كأس العالم سيكون تصرفا سياسيا حكيما جدا حيث سيتيح الفرصة لجميع شعوب العالم التوجه إلي أرض الولاياتالمتحدة لتشجيع منتخباتهم وستتجه ملايين الأنظار نحو الدولة الأكبر في العالم، مما سيعطينا فرصة رائعة لتحسين صورة أمريكا أمام العالم والتي ساءت علاقاتها بكثير من الدول بسبب سياسات خاطئة". وعلي الرغم من أن "الفيفا" لن يتخذ قرارا نهائيا قبل عام 2010 فإن الولاياتالمتحدة عزمت علي ألا تضيع ثانية واحدة من الآن لتكرار رائعة مونديال 1994، هذه البطولة التي حققت الرقم القياسي في عدد الحضور الجماهيري الذي بلغ 6.3 مليون متفرج حضروا منافسات المونديال. يذكر أن دول إنجلترا وأسبانيا والبرتغال ستتنافس حول استضافة مونديال 2018، أما بطولة 2022 فمن المتوقع أن يتقدم لها كل من استراليا واليابان وأندونيسيا والمكسيك وروسيا وهولندا بلجيكا بنظام التنظيم المشترك. وقد ظهر وزير الخارجية الأمريكي الأسطوري هنري كيسنجر علي الساحة "الكروية" من جديد ليستلهم من خبراته الدولية التي لا يوجد مثلها في التاريخ ويستخدم اسمه المعروف لمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الفوز بشرف استضافة كأس العالم 2018 و2022. وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن كيسنجر لعب في السابق دورا حيويا في كرة القدم الأمريكية، وهو الآن يعود ليلعب هذا الدور من جديد، دون حاجة لأن يكون اسمه "ديفيد بيكهام"، لأنه في حقيقة الأمر أشهر كرويا من ديفيد بيكهام. ووافق وزير الخارجية الأسبق وحامل جائزة نوبل علي المساعدة في ملف استضافة أمريكا لمونديال كروي جديد، وهو الذي فعل نفس الشيء عندما حصلت الولاياتالمتحدة علي شرف استضافة نهائيات كأس العالم 1994 للمرة الأولي في تاريخها، وهي البطولة التي حققت رقما قياسيا في أعداد الجمهور مقارنة مع المونديال السابق في إيطاليا 1990. في عام 1980 خدم كيسنجر صاحب التاريخ الحافل والطويل في مجلس المحافظين الذي تحول فيما بعد إلي رابطة دوري أمريكا الشمالية لكرة القدم. كما قاد الكهل البالغ من العمر 86 عاما حملة الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستضافة ألعاب 1986، وخاطب لجنة فرعية بالكونجرس مستجديا الدعم لملف أمريكا برفقة البرازيلي بيليه. كيسنجر كشف أيضا عن مواهب فنية كروية عندما كان يحلل في جريدة "التايمز" مباريات كرة القدم بكلمات بسيطة لكنها كانت مثل الرصاصات الدبلوماسية.