استنفد رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو اليوم المهلة المحددة قانونيا لتشكيل الحكومة دون التوصل إلي صيغة نهائية للتشكيل بعد ان فشل خلال 28 يوما مضت في اقناع حزبي كاديما والعمل في الانضمام إلي ائتلاف حكومي موسع، وباتت خياراته ضيقة ومحصورة في أحزاب اليمين المتطرف وعلي رأسها حزب "إسرائيل بيتنا" الذي اقترب زعيمه افيجدور ليبرمان من منصب وزارة الخارجية رغم مخاوف من أرائه ومواقفه المتطرفة. وقبل يومين نال رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو أمس الأول من الرئيس شيمون بيريز مهلة اضافية مدتها اسبوعان لتشكيل حكومة يريدها موسعة باكبر قدر ممكن. ويعتزم نتنياهو الاستفادة من هذه المهلة الجديدة التي يمنحه اياها القانون لاقناع حزب العمل (يسار وسط) بزعامة وزير الدفاع المنتهية ولايته ايهود باراك بالانضمام الي حكومته. وقال زعيم اليمين للرئيس بيريز انه كان بامكانه تشكيل حكومته دون طلب مهلة اضافية ولكن هذه المهلة "ضرورية للتوصل الي حكومة وحدة وطنية". واضاف ان تشكيل حكومة هكذا يبدو اكثر اهمية بعد اللقاءات العديدة التي اجراها مع رئاسة الاركان والمسئولين الاقتصاديين في البلاد. وشدد نتنياهو علي "التهديدات الخطيرة" التي تواجه امن اسرائيل بالاضافة الي "ازمة اقتصادية"، في اشارة خصوصا الي ارتفاع نسبة البطالة في اسرائيل بسبب الازمة الاقتصادية العالمية وكان باراك دعا حزبه هذا الاسبوع الي اعادة النظر في موقفه من الانضمام الي حكومة يمينية يعتزم الاحتفاظ فيها بحقيبته كوزير للدفاع. وعاود باراك التأكيد علي ضرورة الانضمام الي الحكومة المقبلة معتبرا ان "المصلحة العليا للدولة" تحتم علي حزب العمل الانضمام الي حكومة نتنياهو من اجل "احداث توازن مع اليمين المتطرف". وكان باراك اكد، اثر الانتخابات التشريعية التي جرت في 10 فبراير والهزيمة التاريخية التي مني بها حزبه بحصوله علي 13 مقعدا فقط من اصل مقاعد الكنيست ال120 وهبوط الحزب الي المرتبة الرابعة، عزمه استقاء العبر من هذه الهزيمة غير المسبوقة والالتحاق بصفوف المعارضة. ولكنه ما لبث ان عدل عن موقفه ودخل في مفاوضات مع نتنياهو، لم يخف خلالها رغبته في المشاركة في حكومة الزعيم اليميني. غير ان المؤتمر العام لحزب العمل المؤلف من 1460 عضوا منقسم بشدة حيال هذه المسألة، ومن المقرر ان يحسم قراره منها بعد غد الثلاثاء خلال اجتماع طارئ. اما وزيرة التعليم في الحكومة المستقيلة يولي تامير، التي تعارض مع ستة نواب آخرين مسعي باراك للانضمام الي حكومة نتنياهو، فاتهمت الجمعة زعيم حزبها ب"قيادة الحزب الي هزيمته" بسبب طموحاته الشخصية، عبر دفعه الي الانضمام الي حكومة يمينية ستقضي، علي حد قول الوزيرة، علي اية امكانية لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين. وسخرت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار من "الغزل" المتبادل بين باراك ونتنياهو، معتبرة ان من "الطبيعي" الا يستسلم زعيم العمل "للبقاء جانبا في صفوف المعارضة". واضافت الصحيفة "يمكننا فحسب انتقاده علي مسألة واحدة: ان اشخاصا يائسين (مثل باراك) يشكلون خطرا علي انفسهم كما علي الآخرين". ويمتلك نتنياهو والاحزاب اليمينية المتطرفة والدينية المتحالفة معه اغلبية مطلقة في الكنيست تؤهله لتشكيل حكومة، غير انه يفضل تشكيل حكومة موسعة تضم علي الاقل حزب العمل لاراحته من قبضة المتطرفين. من ناحيته لا يزال حزب كاديما الوسطي بزعامة وزيرة الخارجية في الحكومة المستقيلة تسيبي ليفني يرفض الانضمام الي حكومة برئاسة نتنياهو. وبموجب المهلة المحددة قانونيا يتعين علي نتنياهو ان يشكل حكومته بحلول 3 ابريل بعدما استنفد مهلة اولي من 28 يوما انتهت اليوم. وهذه المهلة الجديدة ستسمح للحكومة المستقيلة برئاسة ايهود باراك بمواصلة المفاوضات غير المباشرة، غير المثمرة حتي الساعة، التي تجريها بوساطة مصرية مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لتبادل الاسري والتي من شأنها في حال نجاحها ان تؤدي الي الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي اختطفته مجموعة مقاتلين فلسطينيين علي تخوم قطاع غزة في يونيو 2006.