هل تجد علا غانم صعوبة في اختيار أدوارها أم أنها تنجح في هذا لكن تخذلها أعمالها؟ فالمتأمل لأعمالها الأخيرة يكتشف أن من بينها: "لحظات أنوثة"، "البلد دي فيها حكومة" و"صياد اليمام"، الذي أثير جدل كبير حول مستواه، عند عرضه في مهرجان دمشق السينمائي، وفي "العلب" فيلم آخر هو "بدون رقابة" ينتظر أن يفجر ضجة مدوية عند عرضه، لاقترابه من ظاهرة "الجنس المثلي" بين الفتيات (!) وفيلم مصيره مجهول اسمه "كلام جرايد" (!) فما قصتها؟ وهل تعاني سوء حظ أم سوء اختيار؟ هل أزعجك النقد الذي لاحق فيلم "البلد دي فيها الحكومة" عندما قيل إنك غير مناسبة لتجسيد دور أم؟ علي الإطلاق، لأن الجانب الآخر من هذا النقد يشير إلي أنني "صغيرة" و"شابة"، وهذا أمر يسعدني، ويسعد كل امرأة بكل تأكيد. وإذا تحدثنا بجدية فأحيانا يعطي شكلي أو ملامحي إيحاءً بأنني لا أصلح سوي لأدوار الفتاة الشابة، ولا ينبغي أن يكون هذا معيار اختياري لأدواري؛ فهناك علي أرض الواقع امرأة تشغل منصب مدير بنك وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها، وربما لديها ابن في العشرين من عمره. فما المانع؟ إن ما قيل من نقد في هذا الاتجاه لا يزعجني لكنني انزعج كثيرا لو قيل إنني لم أنجح في إقناع أحد بأدائي. هل صحيح أنك أثرت أزمة اعتراضا علي "الأفيش" لأنه ساوي بينك وبين وجوه جديدة أو مازالت علي أول الطريق؟ لم يحدث.. وعلي العكس مما قيل، فقد أعجبت ب "الأفيش"، ووجدت اسمي وصورتي في وضع يرضيني، إضافة إلي "النيولوك " كان جديدا والفكرة أيضا، خصوصا أنني أنظر إلي نفسي بوصفي ضيفة علي هذا الفيلم. هل لديك شعور بأنك مقبلة علي أزمة بمجرد عرض فيلم "بدون رقابة"؟ كل ما يثار الآن حول الفيلم "كلام سابق لأوانه"؛ فالفيلم لم يعرض بعد، ولا يستطيع أحد الحكم عليه إلا بعد مشاهدته. ألا يوجد مشهد "شذوذ" بينك وبين فتاة أخري؟ يا ريت الأقلام الصحفية التي نسجت روايات وأساطير وحواديت حول هذه القضية تشعر بالخجل و"الكسوف"، بعد عرض الفيلم؛ الذي يقدم حالات ونماذج في المجتمع، ومن بينها ظاهرة الشذوذ التي جعلتنا أقرب إلي المجتمعات الغربية، علي الرغم من أننا لم نعرف مثل هذه الظاهرة في حياتنا من قبل؛ فهناك "رجالة بتحط ماكياج" والسينما عندما تقترب من مثل هذه الظواهر الشاذة، فهي لا تتباهي بها أو تختلقها، وإنما تحذر من خطورتها، واستفحالها بشدة في الفترة الأخيرة، والسينما "ما بتخترعش حاجة ولا بتؤلفها من خيالها". ولا توجد ضمن مشاهدي في الفيلم أي لقطات مخلة أو خارجة عن الآداب أو تخدش الحياء، بل مجرد حوار جريء فقط. لكن مجرد تقديم "الشذوذ" علي الشاسة يحوله من "حالة استثنائية" إلي "ظاهرة عامة" تتكرر كل يوم؟ هي بالفعل حالة استثنائية، وبالتالي فإن مهمة السينما التحذير من خطورة تحولها إلي "ظاهرة عامة" أو "قاعدة"، تماما مثلما تفعل السينما عندما تقدم شخصيات المنحرفين أخلاقيا أو الشخصيات غير السوية بين كل الطوائف، سواء الأطباء أو المحامين أو رجال الأعمال، من دون أن يقال "امنعوا تقديم هذه الشخصيات المنحرفة حتي لا يقلدها أحد"؛ فهي "كاراكترات" نقابلها في الواقع، والجمهور أصبح من الوعي بحيث لا تختلط عليه الأمور فيخلط بين الخيال الذي يستهدف التغيير، والواقع الذي يرصد نماذج لمجرد الترفيه عن الجمهور؛ فالشخصيات الشاذة في "بدون رقابة" تُقدم لأنها غريبة وهكذا حال شخصيتي وشخصية "إدوارد" في الفيلم الذي سأفاجئ به الجميع عندما أؤكد أنه فيلم كوميدي (!) فهو يتحدث عن المجتمع الذي يتحرك بصورة كوميدية لا يشعر بها أحد. والدليل علي عدم صحة ما قيل إن الرقابة وافقت علي عرض الفيلم الذي سيمثل فتحا جديدا. وهل صدمك رد الفعل السلبي تجاه فيلم "صياد اليمام" عند عرضه في مهرجان دمشق؟ لابد أن انتهز الفرصة أولا، وأحيي المخرج إسماعيل مراد علي جرأته في إنتاج وإخراج هذا الفيلم الذي يمثل نوعية مختلفة عما تقدمه السينما المصرية، وكان يستطيع أن "يلعب علي المضمون"، وينأي بنفسه عن الاقتراب من هذه النوعية. وعلي الرغم مما يقال فإنني "مش قلقانة" علي العرض التجاري للفيلم، وثقتي كبيرة في الجمهور، وفي الناس اللي بتفهم الفن بجد. لكن دورك في "يوم ما تقابلنا" لنفس المخرج كان صغير الحجم والمساحة بدرجة مدهشة؟ أنا لا أفكر في حجم الدور أو مساحته، لكنني أنظر إلي النمط الذي أقدمه، وأقارنه بما يحدث علي أرض الواقع، وإذا صدقته علي الورق لا أتردد في تقديمه علي الشاشة. ما الذي أجل عرض فيلم "كلام جرايد" كل هذا الوقت؟ هذا الفيلم أجسد فيه دور فتاة جامعية تعمل كمذيعة في قناة فضائية، والفيلم بطولة مع فتحي عبدالوهاب وتأخير عرضه يرجع لظروف لا أعلمها لكن من المؤكد أنه سيعرض قريبا، وعرض الفيلم أو تأخيره ليست مسئوليتي كممثلة بل مسئولية جهات أخري. هل أنت راضية عن مسيرتك السينمائية؟ الحمد لله.. وأشعر أن خطواتي ثابتة والأهم أن أدواري فيها تنوع واختلاف! حوار: سامية عبدالقادر