يعرف الجميع فتحي عبدالوهاب الممثل الشاب الموهوب، الذي يدرك كيف ينتقي أدواره، ويجيد تحديد مساراته، لكن أحدا في الغالب لا يعرف فتحي عبدالوهاب الإنسان الذي فجعه نبأ رحيل محسن مصيلحي وهو أحد المسرحيين الشبان الذي راح ضحية محرقة قصر ثقافة بني سويف، فوافق فورا علي أن يشارك ببطولة مسرحية تُقدم علي مسرح الهناجر علي روحه ، ولم يكتف بأن يخصص وقته بالكامل لإجراء "البروفات"، بل تبرع بأجره قبل أن يخذله الجميع، وأولهم قيادات مسرح الهناجر التي قال إنها وضعت العراقيل في وجه العرض حتي لا يخرج للنور! هكذا هو فتحي عبدالوهاب، الذي يبدو متفائلا بالعام الجديد 2009، ولديه مبرراته، ومشروعاته التي يحدثنا عنها.. بداية ما الذي حدث للمشروع الذي كنت تريد تقديمه علي خشبة المسرح من أجل روح محسن مصيلحي؟ في ذكري هذا المبدع الذي راح ضحية محرقة قصر ثقافة بني سويف أردنا مجموعة أصدقائه أن نقدم له "وردة" تكون بمثابة تحية لذكراه، وفكرنا في تقديم مسرحية "أميرة في حي الغجر" وتحمست للتجربة لدرجة أنني تفرغت لها تماما وتبرعت بأجري كاملا، لكن واجهتنا مشاكل من إدارة مسرح الهناجر، وعدم اهتمام مما جعلنا نفاجأ بعراقيل من نوعية: ليس هناك ميزانية متوافرة للعرض، ولا توجد ملابس، وليس لدينا ديكور، وتأكد لدي الشعور أن هناك شبه توجه أو تعمد لعدم إنتاج العرض المسرحي من إدارة مركز الهناجر فتوقفت. بمناسبة الحديث عن المسرح.. هل صحيح أن هناك نية لدي البيت الفني للمسرح لإعادة تقديم "هاملت" برؤية معاصرة؟ لم يفاتحني أحد في هذا الموضوع، وإذا عُرض علي هذا فمن الجائز ألا أوافق فأنا لن أتخصص في شخصية "هاملت"، وإذا كانت لديهم النية بالفعل فلماذا يسعون لإنتاج مسرحية جديدة في الوقت الذي كان يمكنهم بسهولة أن يصوروا مسرحية "هاملت" التي قدمتها من قبل، ولم يهتم أحد بهذا علي الرغم من ميزانيتها الضخمة التي ذهبت بلا طائل؟ ربما يريد البعض في البيت الفني للمسرح تقديمها في إطار نظام "الريبرتوار"؟ ما يحدث في مسرح الدولة لا علاقة له، مطلقا بنظام "الريبرتوار" كما هو معمول به في العالم بأسره، فهذا النظام مقصود به إعادة تقديم الإنتاج المسرحي القديم بمعدل مسرحية كل أسبوع لكن ما يحدث في مسرح الدولة أنهم يختارون إحدي المسرحيات التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا عند عرضها لأول مرة، ليستثمروا النجاح القديم في تحقيق أرباح لا تحققها العروض المسرحية الجديدة كما حدث في "الملك لير" التي قام ببطولتها النجم يحيي الفخراني وها هم بصدد إعادة تقديمها للمرة الخامسة عشرة ويدعون أن هذا من قبيل "الريبرتوار".. و"الريبرتوار" منهم براء. ننتقل بعيدا عن المسرح الذي يبدو أنه يجدد أوجاعك.. ونتحدث عن "عصافير النيل" التي تلتقيها في أحدث أفلامك السينمائية؟ "عصافير النيل" اسم فيلم جديد أصوره عن قصة للكاتب الكبير إبراهيم أصلان من إخراج مجدي أحمد علي، ويشاركني بطولته عبير صبري ودلال عبدالعزيز ومحمود الجندي لكنني بكل أسف لن أستطيع الحديث عن تفاصيله قبل انتهاء تصويره حسب العقد المبرم مع الشركة المنتجة، لكنني أؤكد أن الدور سيكون مختلفا من كل أدواري السابقة. وكأنك نسيت أن لك في "العلب" أيضا فيلما بعنوان "كلام جرايد"؟ لم أنسه لكنني لا أعرف ما مصير هذا الفيلم، ولماذا لا يعرض تجاريا؟ فقد انتهينا من تصويره، أنا وعلا غانم وميرنا وإدوارد، وكان من المقرر أن يعرض في موسم الصيف الماضي ثم العيدين لكن شيء لم يحدث حتي الآن، ولا أدري السبب في تأجيل عرضه؛ خصوصا أنه فيلم "خفيف" ويناسب الذوق السائد لدي الجمهور في الوقت الراهن؛ حيث يرصد الصراع بين الفضائيات من خلال قالب كوميدي رومانسي، و"كلام جرايد" هو عنوان البرنامج الذي تتمحور حوله الأحداث؛ حيث يدور صراع تنافس ساخن بين مذيعين في قناتين فضائيتين متنافستين. وتنتظر عرض "خلطة فوزية" بعد أن جاب المهرجانات المصرية والعربية؟ في هذا الفيلم قدمت شخصية أحد أزواج البطلة "فوزية" إلهام شاهين وأحداثه تدور في قالب غير تقليدي ولا مستهلك لهذا أحببته.. وعلي الرغم من عرضه في المهرجانات إلا أنني متشوق لرصد رد فعل الجمهور المصري تجاهه عند عرضه تجاريا. هل توقعت وأنت تصوره أنه سيتحول إلي "فيلم مهرجانات"؟ إطلاقا؛ فقد كنت أصور دوري فقط دون الاهتمام أو النظر إلي أي شيء آخر، وهذه عادتي في كل أفلامي؛ بحيث لا أضع أبدا إمكانية اشتراك الفيلم في مهرجان وأنا أصور دوري، فإذا حدث وشارك الفيلم في مهرجان ما "خير وبركة" وإذا لم يحدث فعلي الأقل قدمت دورا اقتنعت به وأحببت تقديمه. علي الرغم من الإشادة الواضحة بفيلم "كباريه". ألم تر في لحظة أن دورك فيه وفي "خلطة فوزية" بطولة جماعية بما يمثل تراجعا بعدما انفردت بالبطولة المطلقة في "فرحان ملازم آدم"؟ "فرحان ملازم آدم" حالة استثنائية خاصة لن تتكرر، وفي كل الأحوال ينصب اهتمامي علي تأثير الدور وتركيبته، ولم أنظر أبدا إلي البطولة ماإذا كانت مطلقة أو جماعية، وهذا ما حدث في فيلمي "كباريه" و"خلطة فوزية"؛ فهناك أفلام بطولة جماعية "كسرت الدنيا" مثلما حدث في فيلم "سهر الليالي" الذي شاركت ببطولته مع أحمد حلمي وشريف منير وخالد أبو النجا ومني زكي وعلا غانم وجيهان فاضل وحنان ترك ولم يطغ دور واحد فينا علي الثاني، وكل أدوارنا كانت مهمة، والفضل في هذا يعود إلي تامر حبيب الذي كتبه بعناية شديدة جدا. هل انزعجت لأن مسلسل "العائد" عرض في رمضان الماضي عبر قنوات مشفرة؟ أبدا؛ فهذا نظام معمول به أحيانا، والممثل ليس له دخل فيه؛ فقد عُرض "العائد" بالفعل حصريا علي قنوات a.r.t وبالتالي لم يشاهده أغلب جمهور المنازل العربية، وانتظر أن يأخذ فرصته من التقييم والمشاهدة عند عرضه علي القنوات المفتوحة. هل لديك نية لتكرار تجربة الفيديو؟ وما المانع؟ فأنا لدي 3 مشاريع اقرأها لأ نتقي واحدا منها فقط، حسب عادتي في ألا تزيد أعمالي الدرامية التليفزيونية عن عمل واحد فقط. حوار: مي سكرية