يبدو أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أصبح مولعاً بارتكاب الأخطاء التي يضرب بها عرض الحائط بكل القواعد والأعراف ؛ففي سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ المهرجانات السينمائية أعلنت إدارته عن عقد مؤتمر صحفي ،في الواحدة والنصف من ظهر غد الاثنين ،مع النجمة الإنجليزية جوليا أورموند ،وذلك بقاعة أوبرا(1) بفندق سوفيتيل الجزيرة (شيراتون الجزيرة سابقاً ) . ومبعث الدهشة والغرابة في الأمر أن المؤتمر الصحفي للنجمة يعقد قبل يوم من الافتتاح الرسمي للمهرجان، ومن ثم يصبح غريباً أن يبدأ المهرجان جزءاً من فعالياته، قبل الافتتاح ،إلا إذا كان يري أن مايفعله لا علاقة له بالمهرجان (!) وحتي لو اضطر إلي هذا لظروف خاصة بالضيفة، تجبرها علي السفر مثلاً، فالعُذر أقبح من الزمن، وكان عليه ألا يوجه لها الدعوة ،إذا لم تكن قادرة علي الالتزام بتوقيتات برامجه؟ لقد حاول المهرجان أن يربط هذا المؤتمر الصحفي، غير المسبوق، بالمؤتمر الصحفي الذي أعلن عن اقامته بين د.عزت أبو عوف رئيس المهرجان والصحفيين لكنه نسي، أو تجاهل عمداً، أن مثل هذه المؤتمرات كانت تُعقد ،في السابق من الدورات، في موعد مبكر للإعلان عن آخر الاستعدادات لإقامة المهرجان، وربما إعلان فيلم الافتتاح، لكنها المرة الأولي ،أيضاً ، التي يعقد فيها مؤتمر صحفي قبل الافتتاح بيوم، وبعد الإعلان عن كل تفصيلة في الدورة الثانية والثلاثين (!) فمالذي سيقوله "أبو عوف" للصحفيين؟ وما المبرر من وراء إقامة هذا المؤتمر إلا التغطية علي الخطأ الفادح المتمثل في اللقاء مع ضيفة المهرجان قبل أن يفتح المهرجان أبوابه، سواء علي المستوي الشعبي أو الرسمي؟ لقد فعلتها إدارة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الرابعة والعشرين، التي أقيمت في أغسطس الماضي، عندما أقامت مؤتمراً صحفياً لوزير الثقافة المغربية ثريا جبران صبيحة يوم الافتتاح ،لظروف تتعلق بسفر الوزيرة إلي القاهرة، عقب تكريمها في الافتتاح مباشرة ،لكن يبقي الخطأ مغفورا علي أية حال، لأن المؤتمر أقيم يوم الافتتاح، وبعدما بدأت عروضه بالفعل ،علي المستوي الشعبي والجماهيري, لكن ماحجة مهرجان القاهرة السينمائي "الدولي" ليرتكب هذا الخطأ الصارخ ويقع في هذه السقطة الفادحة ؟