جرت العادة أن ينتج الفيلم السينمائي ثم تري فيه الشركة المنتجة مقومات النجاح التي تؤهله لأن يكون جواز مرورها إلي الجمهور، فتوظفه للدعاية لمنتجاتها، لكنها المرة الأولي التي تلجأ فيها شركة للترويج لنفسها من خلال سلعة تتحول إلي فيلم وألبوم، وهو مافعلته شركة مياه غازية عندما قامت بتجميع مطربين من لبنان وتونس والإمارات، وأنتجت لهم ألبوماً أطلقت عليه "بحر النجوم"، ووظفته لصنع فيلم؛ إذا جاز أن نسميه كذلك، حمل نفس الاسم، وحتي الآن لا يعرف أحد أي بيانات عن مخرجه أوفريق العمل الذي صنعه، ومن هنا لم تكن مفاجأة لأحد، عندما شهدت الفترة القليلة الماضية، طرح ألبوم يضم 12 أغنية للمطربين اللبنانيين:هيفاء وهبي، وائل كفوري، كارول سماحة والتونسي أحمد الشريف والإماراتية رويدا المحروقي، وقبل أن يتساءل أحد بدهشة:"ماالذي جمع الشامي علي المغربي؟" تبين أن الألبوم يحمل عنوان "بحر النجوم"، وأنه أول قطرة في طوفان الترويج لشركة المياه الغازية، وأنه مقدمة لطرح الفيلم المزعوم بعد ذلك (!) دليل آخر علي عدم توافر أي مقومات لصنع وإنتاج الألبوم الغنائي بمعناه المتعارف عليه تأكد بالخطوة العجيبة التي قامت بها شركة المياه الغازية عندما استعانت بشخص واحد فقط قام بوضع كلمات وصوغ ألحان كل أغنيات الألبوم ويدعي جان ماري رياتشي (!) ومن ناحيته برر هذا الجمع الغريب، وغير المسبوق، في الألبومات الغنائية بقوله: "كان من الواجب أن يكون هناك لحن لكل فناني "بحر النجوم"، وكان التحدي في العمل علي تكييف كل أغنية لتتناسب مع كل نجم بحيث يمكنك أن تشعر بشخصياتهم بمجرد أداء الأغنية"(!)، وعلي الرغم من طرح الألبوم وتحديد موعد لعرض الفيلم المزعوم، إلا أن شركة المياه الغازية مازالت توقع عقوداً أخري مع وجوه وأصوات جديدة للمشاركة في الفيلم والألبوم مثلما فعلت مع بريجيت ياجي، التي انضمت الي التجربة وغنت ثلاث أغنيات(!). وفي حين أعلن عن طرح الألبوم في الأسواق علي اسطوانات C.D وعبرالهواتف المحمولة والرنات تحدد يوم 24 يوليو الجاري موعداً لطرح الفيلم المزعوم، الذي سيتحول حتماً من "بحر النجوم" إلي "بحر الأوهام"!!