واصلت عواصم العالم ترحيبها بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة أمس برئاسة فؤاد السنيورة وتأكيدها علي أهمية هذه الخطوة لخروج لبنان من أزمته السياسية وإحياء مؤسساته الدستورية. ورحبت الولاياتالمتحدة بتشكيل الحكومة، لكنها قالت إنها لن تتعامل مع الوزراء الذين ينتمون إلي حزب الله. وقال شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح صحفي بواشنطن "هذه الحكومة تضم أعضاء في حزب الله مثل السابقة، لن نتعامل مع أولئك الوزراء، لكننا نتطلع إلي العمل مع رئيس الوزراء إضافة إلي وزير خارجيته الجديد". من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه "يرحب بإعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان" مؤكدا أنه سيواصل "تقديم دعم الأممالمتحدة من أجل تعزيز استقرار لبنان وسيادته". وأشار بيان للمكتب الإعلامي للمسئول الأممي إلي أن هذا الأخير يعد هذا التطور "حدثا مهما يعكس مواصلة لبنان عملية خروجه من الأزمة السياسية وإعادة إحياء مؤسساته الدستورية". وأعلن عن تشكيل الحكومة الجديدة أمس الأول في القصر الرئاسي في بعبدا، بعد اجتماع بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء اللبناني المكلف فؤاد السنيورة وانضم إليهما لاحقا رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتضم الحكومة الجديدة 30 وزيرا ضمنهم 11 من المعارضة التي تتمتع فيها بحق النقض علي القرارات التي تحتاج إلي تصويت داخل مجلس الوزراء. وفي سياق متصل أكد خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي دعم الاتحاد للسنيورة. وأضاف في بيان "هناك حاجة لاتخاذ قرارات مهمة في الأسابيع القادمة وهناك الكثير من العمل الذي يتعين إنجازه". وبدورها رحبت فرنسا علي لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير "باسم رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي" الذي تترأسه بلاده حاليا، بتشكيل تلك الحكومة. وقال كوشنير في بيان "إن تشكيل حكومة الوحدة هذه هو مرحلة مهمة علي طريق تطبيق اتفاق الدوحة" الذي وقع في مايو 2008 بين الأطراف اللبنانية. واعتبر كوشنير أنه سيكون من "المهم جدا مواصلة تطبيق" هذا الاتفاق الذي سيترجم مبدئيا حسب قوله ب"بيان وزاري" و"حوار وطني" و"قانون انتخابي" و"إعداد للانتخابات التشريعية". من جهتها أعربت قطر عن أملها بأن يسهم تشكيل تلك الحكومة في تعزيز وحدة الصف والكلمة بين اللبنانيين. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن متحدث باس م وزارة الخارجية مطالبته المجتمع الدولي بتقديم الدعم والتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية. وبدوره وصف مجلس التعاون الخليجي علي لسان أمينه العام عبد الرحمن بن حمد العطية هذه الخطوة بأنها "إنجاز تاريخي يحفظ للبنان واللبنانيين وحدتهم الوطنية ويسهم في استعادة لبنان لدوره الريادي العربي ومكانته المرموقة والفاعلة علي المستويين العربي والدولي". وكانت قطر نجحت في التوفيق بين أطراف الأزمة اللبنانية في مايو في مفاوضات بالدوحة، توجت باتفاق نص في أبرز بنوده علي انتخاب رئيس للبلاد بعد فراغ سدة الرئاسة قرابة ستة أشهر وتشكيل حكومة وحدة وطنية. ورحب الاردن بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان بعد ازمة سياسية استمرت في هذا البلد اكثر من عام ونصف العام، آملا في ان تكون "انطلاقة خير للبنان"، علي ما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا). وذكرت الوكالة ان رئيس الوزراء نادر الذهبي عبر خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة عن "تمنياته بان يكون اعلان تشكيل حكومته انطلاقة خير للبنان وتمني له التوفيق والنجاح لكل ما فيه خير لبنان واستقراره وازدهاره".