في تحول واضح عمد المرشح الديمقراطي للبيت الابيض باراك اوباما الي تصحيح وجهته نحو الوسط وفق قاعدة ثابتة تهدف الي اجتذاب اوسع شريحة ممكنة من الناخبين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 4 نوفمبر المقبل رغم ان التغيير يبقي جوهر رسالته، الا ان سناتور ايلينوي (شمال) عدل خطابه بشكل طفيف ليتماشي مع تطلعات عدد كبير من الامريكيين كما طعمه باشارات الي الوطنية والايمان. ويبدو ان مستشاريه يناورون لاعطائه هامشا ضئيلا بشأن العراق والحد من وطأة معارضته المتكررة للحرب التي اكدها طوال الانتخابات التمهيدية ووعوده بسحب فوري للقوات الامريكية إلا ان بعض الديمقراطيين يحذرونه من مصير السناتور جون كيري مرشح الحزب الديمقراطي الذي خسر الانتخابات أمام الرئيس جورج بوش عام 2004. واوضح الخبير السياسي كوستاس بانايوبولوس "انه امر نموذجي في حملات الانتخابات الرئاسية، ان يخوض المرشح معركة الانتخابات التمهيدية بمواقف متطرفة ثم ينحرف شيئا فشيئا الي الوسط لاجتذاب اكبر عدد ممكن من الناخبين في الانتخابات العامة". واثار سناتور ايلينوي مخاوف الليبراليين حين امتنع الاسبوع الماضي عن التنديد بقرار المحكمة العليا حول حيازة الاسلحة النارية من باب الدفاع عن الحق في حمل اسلحة وهو حق يعتبره العديدون ثابتا لا يمكن التنازل عنه. كما انه كان عرضة لانتقادات يسار حزبه لابتعاده عن قناعاته السابقة بتخليه عن التمويل الفيدرالي لحملته الانتخابية، مفضلا استخدام ملايين الدولارات التي جمعها من مناصريه. وعارض اوباما مثل خصمه الجمهوري جون ماكين قرارا صدر عن المحكمة العليا الامريكية يحظر اصدار حكم بالاعدام بحق مرتكبي جرائم اغتصاب اطفال بدون القتل. وحذرت الليبرالية اريانا هافينجتون اوباما علي مدونتها الالكترونية من تكرار خطأ الديموقراطي جون كيري عام 2004 حين ساهم تحول مواقفه نحو الوسط بنظرها في هزيمته في الانتخابات الرئاسية.