عندما استنفرت وزارة الاستثمار كل طاقاتها وانتقلت بشكل مؤقت من مقرها الرئيسى بالقاهرة إلى مدينة الأقصر لافتتاح المؤتمر الأول للاستثمار فى الصعيد الذى أخذت حكومة الدكتور أحمد نظيف وقيادات الحزب الوطني التحضير له منذ عدة شهور فوجئ الدكتور محمود محى الدين وزير الاستثمار ومن معه بغياب غالبية المستثمرين العرب والمصريين خاصة محمد فريد خميس رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشورى ومحمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب وأحد اقطاب الحزب الوطنى رغم تأكيدهم الحضور للمؤتمر وتم حجز مقاعد باسمائهم فى القائمة، إلا انهم اعتذروا فى اللحظات الأخيرة مما اتاح الفرصة للموظفين الذين توافدوا على المؤتمر لاستغلال غياب المستثمرين للجلوس على مقاعدهم كما غاب عن المؤتمر ايضًا المهندس طارق توفيق عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار. مستثمرو الصعيد الذين حضروا المؤتمر فسروا غياب مستثمرى القاهرة لعدم حضور جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطنى كما تردد خلال الأيام الماضية انه سيكون ضمن المشاركين. على جانب آخر أكد الدكتور محمود محيى الدين فى افتتاح المؤتمر حرص الحكومة على تنمية محافظات الصعيد مشيرًا إلى اتخاذ بعض الاجراءات لجذب المزيد من الاستثمارات تتمثل فى تقديم عدد من الحوافز منها منح أراض بالمجان لاستثمارها فى مشاريع صناعية. وأضاف محيى الدين أن معدلات النمو لن تتحقق فى الصعيد إلا من خلال تطوير البنية الأساسية خاصة الطرق والغاز الطبيعى وهو ما بدأت الحكومة فى تنفيذه بافتتاح طريق أسيوط المزدوج وسوف يتم الانتهاء من افتتاح طريق أسيوط - البحر الأحمر فى سبتمبر من العام المقبل بالاضافة إلى أن الحكومة ملتزمة بتوصيل الغاز الطبيعى إلى محافظات الصعيد وسيصل لأسوان خلال عامين. ولفت محيى الدين إلى المعوقات التى لا تزال موجودة فى الصعيد مثل مشكلة النقل والتسويق التى تهدد 35% من الانتاج الزراعى، واعترف بضآلة حجم الاستثمار الزراعى فى جميع محافظات الصعيد رغم انه اصبح من القطاعات الأكثر جذبًا للاستثمار خلال العامين الماضيين خاصة فى ظل أزمة الغذاء الحالية وارتفاع أسعار السلع الغذائية مؤكدًا أن نجاح الاستثمار الزراعى يتطلب ضرورة الاهتمام بمشروعات النقل المبرد والخدمات اللوجستية والتعبئة والتغليف. وكشف الوزير عن أن حجم الاستثمارات التى تنفذها شركات قطاع الأعمال فى محافظات الصعيد بلغ 8.6 مليار جنيه منذ العام الحالى 2008 وحتى 2010. من جانبه أشاد الدكتور سمير فرج رئيس مدينة الأقصر بالتطور الذى تشهده الأقصر بعد تطوير شبكة البنية التحتية حيث استطاعت المدينة خلال عام إنهاء المرحلة الأولى للتطوير واستعادة تكاليف التطوير التى استمرت ثلاث سنوات. وعرض فرج الفرص والمشروعات الاستثمارية التى ستقام خلال الفترة القادمة حيث تقوم شركة الصوت والضوء التابعة للشركة القابضة للسياحة فى إضاءة البر الغربى. وأعلن أن وزارة الاستثمار ستقوم بالترويج لمشروع المرسى السياحى للفنادق العائمة للمستثمرين والذى سيتكلف نحو مليار دولار وذلك لاستيعاب 180 فندقًا عائمًا على مساحة 500 فدان