عندما يسافر السفير المصري أو الوزير المصري أو قداسة البابا شنودة أو فضيلة الامام شيخ الازهر أو مفتي الديار أو أي رمز مصري فهو لا يمثل نفسه ولكنه يمثل مصر كلها ويمثل الشعب المصري مسلميه وأقباطه لانهم رموز مصرية أي خدش يجرح الرموز المصرية فهو خدش لكل المصريين لذلك فكل ما نسمعه عن اهانة في التفتيش لبعض السفراء وخاصة في دول أوروبا وأمريكا بخلعهم للحذاء وخلعهم لملابسهم واهانتهم في المعاملة لمجرد انهم عرب أو مصريون بحجة سطحية وتافهة انها اجراءات أمنية ولكن ذلك لا يحدث مع الاوروبيين عند تفتيشهم وقد أثارت كل وكالات الأنباء العالمية ما حدث لقداسة البابا شنودة يوم 30 مارس الماضي في مطار هيثرو بلندن اثر عودته من زيارة لندن لمدة ثلاثة أيام وذلك لافتتاح كنيستين ارثوذكسيتين في شمال ويلز بانجلترا وعند عودته من المطار الانجليزي وبصحبته السفير المصري بانجلترا جهاد ماضي واذا بالمسئولين في المطار علي غير العادة المتبعة في ذلك المطار في كل مرة يزور فيها قداسة البابا شنودة انجلترا بأن يخضعوه للتفتيش الاجباري بأن يمرروه من خلال جهاز التفتيش الالكتروني لكي يكشف ذلك عن اي متفجرات قد تكون معه هل هذا معقول ان يخضع احد رموز الشعب المصري مسلمينه واقباطه لهذه المعاملة الجافة ومن المؤكد ان المعاملة التي عومل بها قداسة البابا شنودة يتعامل بها المسئولون المصريون سواء سفراء أو وزراء عندما يزورون انجلترا وامريكا ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يصل خيال المسئولين في مطار هيثرو ان قداسة البابا شنودة وبجواره السفير المصري في لندن يمكن ان يكون معه متفجرات أو ممنوعات لذلك اصروا علي ان يمر من البوابة الالكترونية التي تعمل بالليزر لكي تكشف المتفجرات والممنوعات وامام هذا التصور الخاطيء والسافل للمسئولين بمطار هيثرو نقلت وكالات الانباء فقد تقدم اتحاد المصريين في أوروبا برئاسة الدكتور عصام عبدالحميد بعريضة احتجاج لوزير الداخلية البريطاني لأن ما حدث يعتبر اهانة لرمز ديني مصري وفي الوقت نفسه يعتبر اهانة للشعب المصري كله مسلميه وأقباطه لان ذلك لو حدث لشخص عادي كان يمكن ان يمر اما ان يحدث بأوامر من المسئولين في مطار هيثرو وهم يعرفون مقدما مكانة البابا شنودة للمسلمين والاقباط معا وقد نبههم السفير المصري في انجلترا لمكانة قداسة البابا وانه شخصية V.I.P والسؤال الذي يطرحه الرأي العام المصري هل يجرؤ المسئولون في مطار هيثرو ان يفعلوا ذلك مع البابا بندكت الثاني بطريرك الملة الكاثوليكية أو مع بطريرك الملة البروتستانتية أو مع اي شخصية دينية مسيحية أخري ان المكانة الدينية لقداسة البابا شنودة لا تقل عن المكانة الدينية لبابا الفاتيكان وأنا اعتقد ان ما حدث مع قداسة البابا شنودة سوف يحدث مع فضيلة امام الازهر أو مفتي الديار المصرية أو أي وزير مصري أو أي سفير مصري لذلك يجب ان تحل هذه القضية من خلال الطرق الدبلوماسية وبدون مزايدة من بعض الاقلام بأن تكون المعاملة بالمثل مع هذه الدول التي تتجاوز حدودها في التعامل مع رموز الدولة المصرية سواء كانوا رموزا دينية أو سياسية أو تنفيذية لان كل المعاهدات الدولية والمواثيق الدولية تنص علي المعاملة بالمثل، وهي الصيغة الدولية المعترف بها دوليا لان الدول متساوية في الكرامة والوضع الدولي والمكانة الدولية لا فرق بين دولة غنية ودولة فقيرة لا فرق بين دولة عظمي ودولة نامية فالمسئولون في كل دول العالم يجب ان يلقوا الاحترام عند دخولهم حدود أي دولة اخري لان كرامة المسئولين من كرامة الدولة ذاتها وهذه المشكلة لا يجب ان نعطيها أكبر من حجمها لانها تحل بالطرق الدبلوماسية من خلال الخارجية المصرية المشهود لها بالكفاءة في العلاقات الدبلوماسية بافهام الدبلوماسية البريطانية ان ما حدث يسيء للعلاقات المصرية البريطانية لانهم لا يقبلون ان نعامل المسئولين البريطانيين بنفس الاسلوب السييء وخاصة ان قداسة البابا شنودة حتي هذه اللحظة لم يشتك لاحد ولم يعلن غضبه لانه لا يريد احداث أزمة دبلوماسية نتيجة طبيعته الشخصية في التسامح بالمحبة لكل من يسيء اليه ولكن القضية لا يجب تناولها من خلال هذا المنظور المتسامح ولكن يجب ان ينظر اليها من خلال كرامة المسئولين المصريين في انهم لا يمثلون انفسهم بل يمثلون مصر أو الشعب المصري.