جاءت عملية معبر ناحال عوز التي أوقعت قتيلين من الجنود الإسرائيليين، وأصابت ثلاثة آخرين لتفتح أبواب الجحيم علي قطاع غزة بعدما مثلت العملية استفزاز الآلة الحرب الإسرائيلية التي لم تكد تفرغ من إجراء مناورة دفاعية وصفت بأنها الأهم في تاريخ الدولة العبرية. وفيما تؤكد الرغبة في الانتقام التقط قادة إسرائيل العملية كذريعة لإطلاق العنان لقواتهم للإطاحة بحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تحكم قطاع غزة منذ 14 يونيو الماضي، ولا يستبعد أن يتم تصفية قادتها في الداخل، وفي مقدمتهم إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة. وتوغلت القوات الإسرائيلية في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة غزة. وقال شهود عيان إن قوة الاحتلال المتوغلة تتألف من مدرعتين ترافقهما جرافتان عسكريتان، وتساندها مروحيات هجومية، وانها توغلت أكثر من 1000م في عمق الأراضي الفلسطينية، حيث اشتبكت مع بعض عناصر المقاومة بالمخيم. وقال الشهود إن الاحتلال أطلق النار وعدة قذائف، بينما استخدم المقاتلون الفلسطينيون قذائف مضادة للدروع. وأكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" في بيان خاص، أنها استهدفت دبابة إسرائيلية متوغلة بعبوة وقذيفة (آر بي جي). وتأتي هذه العملية بعد استشهاد اثنين من عناصر كتائب القسام في غارة إسرائيلية قرب خان يونس في قطاع غزة. وقالت مصادر طبية إن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة من عناصر كتائب القسام في بلدة خزاحة شرقي خان يونس، وأوضحت أن سبعة آخرين أصيبوا بجروح مختلفة، ونقلوا إلي مستشفي ناصر لتلقي العلاج. وتوعدت إسرائيل بتوجيه ضربة الي حركة حماس غداة عملية فدائية انطلاقا من قطاع غزة اسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين، لكنها رفضت ان تحرم هذا القطاع في شكل كامل من المحروقات. وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي "سنصفي حساباتنا مع حماس المسئولة الوحيدة عن كل ما يجري في قطاع غزة وسنختار الزمان والمكان المناسبين". واضاف فيلناي لاذاعة الجيش الإسرائيلي "لو لم تكن حماس تريد هذا الهجوم لما حدث بالتأكيد"، في اشارة الي سيطرة حماس علي قطاع غزة منذ يونيو 2007. من جهته دعا نائب رئيس الوزراء شاوول موفاز الي "سياسة هجومية متواصلة ضد قادة حماس وغيرها من التنظيمات حتي يشعروا دائما بانهم مطاردون". وهاجم مسلحون فلسطينيون ينتمون الي ثلاث مجموعات مختلفة الاربعاء معبر ناحال عوز بين شمال قطاع غزة وإسرائيل، وكانوا يهدفون الي خطف جنود. وخلال العملية، قتل مدنيان يحرسان هذا المعبر الذي تمر عبره المحروقات الاتية من إسرائيل. وبعيد الهجوم، قصفت إسرائيل بالمدفعية منزلا قريبا من ناحال عوز ما ادي الي مقتل ثلاثة مدنيين فلسطينيين بينهم فتي في الخامسة عشرة، وجرح ثلاثة آخرين. واستشهد فلسطينيان هما مدني وناشط في غارة جوية في المنطقة نفسها. من جهته، قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس ان "كل التصريحات الإسرائيلية تهدف الي تهيئة المناخات لحملة عسكرية إسرائيلية جديدة ضد قطاع غزة". واضاف "نحذر الاحتلال الإسرائيلي من الاقدام علي اي حماقة من هذا النوع ولدينا كل الثقة والقدرة علي افشال هذا العدوان". وتبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية وكتائب المجاهدين التابعة لحركة فتح الهجوم في بيان. علي صعيد آخر، اكد فيلناي ان إسرائيل لا تنوي قطع تزويد قطاع غزة بالمحروقات والفيول الذي يستخدم لتوليد الكهرباء كما طلب عدد من الوزراء والمعارضة اليمينية. وقال "لا يمكننا ان نسمح لانفسنا بالتسبب بازمة انسانية (في قطاع غزة). سنواصل مدهم بكميات كافية من المحروقات لضمان حد ادني لحياة السكان الفلسطينيين". لكن معبر ناحال عوز اغلق مؤقتا الخميس. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق النشاطات العسكرية في قطاع غزة شادي ياسين ان "المعبر مغلق حاليا وفتحه سيكون مرتبطا بتقييم علي مستوي عال في المؤسستين العسكرية والحكومية". وفرضت إسرائيل في يناير حصارا تاما علي قطاع غزة ردا علي استمرار اطلاق الصواريخ علي اراضيها انطلاقا من القطاع علي يد فصائل فلسطينية مسلحة. لكن هذا التدبير رفع علي خلفية الانتقادات الدولية والتحذيرات من التسبب بازمة انسانية. وتسبب قطع امداد القطاع بالوقود بانقطاع متكرر للتيار الكهربائي. وفي نيويورك، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجوم الذي شنه ناشطون فلسطينيون معتبرا انه "إرهابي".