ربما يكون أمير الكويت قد نزع فتيل أزمة سياسية في البلاد بحله البرلمان ولكن بعض المحللين يقولون ان فرص اتفاق المجلس والحكومة المقبلين علي إصلاحات اقتصادية تحتاجها البلاد بشكل ملح لن تزيد عن سابقيهما. وقرر الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير البلاد الذي له القول الفصل إجراء الانتخابات في 17 مايو لإنهاء خلاف مستمر بين المشرعين والوزراء عطل الحياة السياسية منذ ان أدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية العام الماضي. وأجلت الخلافات الاصلاحات الرامية لوضع الكويت علي نفس الدرب الذي سار عليه جيرانها مثل دبي وقطر والبحرين التي استغلت عائدات النفط لتنويع مواردها في القطاعات المالية والسياحية. حتي المملكة العربية السعودية المحافظة تفتح اقتصادها ولكن الكويت التي تمتلك عُشر احتياطيات النفط العالمية لم تقر بعد قوانين رئيسية لازمة لجذب الاستثمارات. وفي الوقت الذي انتعشت فيه ثاني أكبر بورصة في العالم العربي علي أمل ان يمرر البرلمان الكويتي الجديد إصلاحات مصاحبة لمشروعات الأعمال، يري محللون انه من الصعب فطم الكويتيين وتخليصهم من فكرة الدولة الحاضنة التي توفر لنحو 90 % منهم وظائف مدي الحياة. ويقولون ان الحكومة أثبتت انها أضعف من ان تمرر إصلاحات مهمة داخل برلمان يركز علي قضايا جماهيرية مثل عرقلة خطط إغلاق الديوانيات. وقال ناصر النفيسي مدير عام مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية في الكويت "لا أعتقد ان شيئا سيتغير لان الحكومة غير جادة بشأن الاصلاحات الاقتصادية. والبرلمان (أيضا) أولوياته خاطئة". "قد ينفد النفط في غضون 40 عاما. وسيكون هناك جيل قد يعاني من الاهمال". ولبرلمان الكويت تاريخ في تحدي الحكومة ولكنه أمضي جزءا كبيرا من العام في استجواب وزراء متهمين بالفساد أو سوء السلوك مما أدي لعدة استقالات. ولم يعين وزير للنفط منذ استقالة بدر الحميضي تحت ضغط من النواب. وقال وزير النفط الأسبق علي البغلي "لست متفائلا بدرجة كبيرة. ستكون هناك بعض الوجوه الجديدة ولكن النواب يفضلون التركيز علي الرقابة والاستجوابات الساخنة (للوزراء) وهي قضايا تلقي تأييدا شعبيا". والي جانب مخاوفها الاقتصادية تشعر الكويت بقلق بالغ من احتمال نشوب حرب بين الولاياتالمتحدة حليفتها الرئيسية وجارتها ايران. ونحو ثلث سكان الكويت من الشيعة بينما الاسرة الحاكمة سنية وقد شهدت البلاد تصاعدا للتوترات الطائفية التي امتدت للبرلمان ذاته. وهذا الشهر طلبت النيابة العامة من البرلمان رفع الحصانة عن عضوين شيعيين في البرلمان اشتركا في حفل تأبين لعماد مغنية القائد البارز في حزب الله اللبناني.