تتجه أنظار المراقبين اليوم الثلاثاء الي الكونجرس حيث سيدلي كل من الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق والسفير الأمريكي لدي بغداد ريان كروكر بشهادتيهما حول تطورات الوضع في البلد العربي المحتل وسط تسريبات عن تقديمهما اتهامات مباشرة لايران تتعلق بتسليح الميليشيات الشيعية المناوئة للامريكيين وهو ما يخشي ان تتخذه ادارة الرئيس جورج بوش ذريعة لشن ضربة عسكرية لمنشآت ايران النووية. ومن المؤكد ان تقرير بتريوس وكروكر سيمنح كبار المسئولين الامريكيين في العراق الساعين الي منصب الرئاسة مناسبة للتوقف عند هذا الملف المهم في حملاتهم الانتخابية وسط سعي الديمقراطيين لسحب الجنود ولتحديد معني "النجاح" الذي تبحث عنه ادارة الرئيس جورج بوش. وقطعت وعود بعد "تسييس" جلسات الاستماع امام اللجان المختصة التي يرأسها ديمقراطيون في الكونجرس اليوم الثلاثاء. لكن الامر سيكون بخلاف ذلك تماما حسبما تتوقع الاوساط السياسية في واشنطن خصوصا وان المرشحين الثلاثة الي منصب الرئيس مثل الجمهوري جون ماكين الذي يشغل المرتبة الثانية في لجنة القوات المسلحة التي تشارك في عضويتها هيلاري كلينتون في حين يشغل المرشح الاخر باراك اوباما مقعدا في لجنة الشئون الخارجية. من جهته، قال عضو لجنة الشئون الخارجية السناتور جوزف بيدن المرشح المحتمل لتولي منصب وزير الخارجية في حال فوز الديمقراطيين بالرئاسة انه يتطلع الي الاستماع لتعليقات ماكين حول الاحداث الجارية في العراق وخصوصا اشتباكات البصرة بين القوات الحكومية وميليشيا جيش المهدي بزعامة رجل الدين مقتدي الصدر. واضاف ساخرا "احبذ بقوة فكرة ان يشرح لنا ماكين ماذا يحصل ولماذا تسير الامور علي ما يرام"؟. ويدافع ماكين بشدة عن استراتيجية ارسال قوات اضافية الي العراق العام الماضي كما يرفض تحديد موعد لفك الارتباط هناك مؤكدا انه من الضروري البقاء حتي "نجاح" العملية اي حتي يصبح العراق "مستقرا ومزدهرا وديمقراطيا غير مهدد لجيرانه ويساهم في هزيمة الارهابيين". ويهاجم الديمقراطيون بضراوة ماكين لقوله بامكانية ابقاء الجنود لقرن من الزمن في العراق علي غرار القواعد العسكرية التي تحتفظ بها الولاياتالمتحدة في كوريا الجنوبية والمانيا. ويرد ماكين هازئا من اوباما متهما اياه ب"عدم الالمام" بشئون الامن القومي والتاريخ. وعلي غرار هيلاري كلينتون تعهد اوباما الذي عارض ضد الحرب منذ 2002 بدء عملية سحب الجنود في اقرب وقت عازيا الازمة الاقتصادية الي الكلفة المادية للحرب. وتعتبر كلينتون ان ارسال التعزيزات فشل في حين يري اوباما ان عملية اعادة توجيه الحرب العام الماضي لا تشكل سوي تكتيكا وليس استراتيجية، في غياب خطة حقيقية للخروج من هناك. وفي جميع الاحوال، تسود قناعة باتت مترسخة لدي الديمقراطيين حول حقيقة عجزهم عن التحكم بمسار الحرب رغم نيلهم الغالبية البرلمانية الخريف 2006، الا في حال تحقيقهم فوزا انتخابيا جديدا. وقد اعلن السيناتور الديمقراطي كارل ليفين عضو لجنة القوات المسلحة الجمعة الماضي "طالما اننا لم نحصل علي غالبية كافية في مجلس الشيوخ او علي تغيير الرئاسة فانني لا اتوقع تحسنا مهما في اوضاع العراق". وهذه ملاحظة تقلق الديمقراطيين المقتنعين بانه "ليس لدي الادارة فكرة عما يتوجب عمله" وفقا لبيدن. واضاف بيدن "انها تتضرع الي الله لكي لا ينفجر الوضع برمته قبل استلام الرئيس الجديد السلطة". في المقابل، من المتوقع ان يشيد الحزب الجمهوري بالجنرال بتريوس لانخفاض العنف بشكل نسبي خلال الاشهر المنصرمة وانتقاد الديمقراطيين بسبب "مجافاة الواقع.