بعد خمس سنوات علي سقوط النظام العراقي، ما يزال العديد من سكان بلدة العوجة، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، يزورون قبره وفاء لذكراه وحنينا الي زمن غابر يتحسرون عليه مؤكدين ان الحكومة تجعلهم "ضحايا". وتقول ام عبد الله وهي جالسة قرب القبر في البلدة التي يقطنها معظم افراد عشيرة البيجات التي ينتمي اليها صدام حسين "اشعر بارتياح داخلي عندما اجلس هنا، كان دواء بالنسبة لي، دواء لروحي". وتضيف والدموع تنهمر من عينيها "لم يعطني شيئا، ولم آخذ منه شيئا لكن الم يضمن الامن لنا جميعا؟ لم نشعر ابدا بالذل كما نحن الان". وتابعت ام عبد الله وهي تشير الي مثوي صدام الاخير "اشعر بالمرض في داخلي وليس من طبيب يشفيني الا هو". وفي العشرين من مارس 2003، بدأت الطائرات الامريكية القاء قنابلها علي بغداد مع انطلاق قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة للاطاحة بالنظام والبحث عن اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر عليها. وفي 30 ديسمبر 2006، تم اعدام صدام حسين اثر ادانته بقضية قتل 148 شيعيا في بلدة الدجيل اثر تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة هناك صيف عام 1982. ودفن صدام داخل قاعة بنيت ابان حكمه البلاد، وخصصت لاقامة جلسات التعزية بالمتوفين من افراد عشيرته انذاك. وتتولي مجموعة من الرجال الذين يسكنون علي مقربة من القاعة رفع صورة لصدام والاعلام العراقية، ويزور المكان احيانا بعض الاشخاص الذين يضعون باقات من الزهور علي قبر الرئيس الراحل. كما دفن في الحديقة التابعة للقاعة نجلا صدام عدي وقصي بعد مقتلهما في معركة مع الجيش الامريكي في يوليو 2003 في الموصل (شمال) الي جانب اثنين من ابرز معاونيه شقيقه برزان التكريتي وعواد البندر. واصيب قصر صدام في العوجة، الذي استهدفته الطائرات الحربية الامريكية عام 2003 بدمار شبه كامل. من جهته، يقول عبد السلام محمد الضابط السابق في الحرس الجمهوري الخاص المسئول عن حماية الرئيس الراحل والذي يتولي اليوم الاهتمام بقبر صدام مع اخرين "منذ خمس سنوات وحالنا يرثي لها بسبب الاعتقالات اليومية والمداهمات والبطالة". ويضيف بينما كان واقفا امام صورة كبيرة لصدام بالزي العربي التقليدي "تخلت عنا الحكومة العراقية التي لا نعرف الي من تنتمي، ايران ام امريكا". ويؤكد الضابط السابق ان "عددا كبيرا ممن كانوا يعملون في دوائر امنية ومدرسين، جميعهم الان عاطلون عن العمل، ومن يتقدم بطلب للعمل يرفض طلبه". ويشير الي ان "اهالي العوجة اصبحوا مستهدفين من قبل النظام الحاكم في بغداد". ويتابع محمد الذي ارتدي دشداشة تقليدية سوداء اللون ان "حياتنا اصبحت اعتقالات ومداهمات" وتساءل "من لم يكن يعمل في الامن او حزب البعث؟ كل العراقيين كانوا في حزب البعث. لماذا يطاردون اهل العوجة فقط؟ هل لانهم اقرباء صدام؟". ويشدد علي عدم وجود "احد ضد صدام الا الموالون لايران وامريكا". ويقول محمد قادر "كنت اعمل سابقا في الحرس الجمهوري الخاص واعتني اليوم بالحديقة هنا". ويضيف "منذ مجيء الحكومة الجديدة لم نحصل علي شيء. لا احد يهتم بنا، لا ينظرون الينا بعين الرضا لاننا نحب صدام، لكننا سنواصل خدمته حتي اخر العمر".