اخطأ حسين فهمى عندما وافق على النزول ضيفا على الندوة التى اقيمت فى نقابة الصحفيين تحت شعار "حرية التعبير فى المسرح الحديث"، فقد كان عليه ان يدرك منذ اللحظة الأولى ان الحديث سيتطرق، وربما ينصب، على ما يحدث فى كواليس مسرحيته الجديدة "زكى فى الوزارة"؟ خصوصا ان الدعوة اقتصرت عليه وزوجته لقاء سويدان وسامى مغاورى، أى أطراف المشكلة، وبالتالى اتخذت الندوة اتجاها آخر يتناقض وعنوانها الذى لم يقترب منه أحد! على الجانب الآخر كان الكاتب لينين الرملى والمخرج عصام السيد من الوعى والفطنة بحيث توقعا ما يدبر لهما وينتظرهما فاعتذرا عن عدم الحضور وما توقعاه حدث بالضبط، بعدما انقلبت الندوة إلى معركة عندما وجه أحد الحضور سؤالا حول السبب الحقيقى لانسحاب هالة فاخر من المسرحية، وحقيقة الاتهامات التى تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام بين حسين فهمى وسامى مغاورى ولقاء سويدان وانضمت اليهم هالة فاخر مؤخرا اعتراضا على عبارة حسين فهمى "اللى مش عاجبه يمشى" فقال حسين فهمى: المسرح القومى لديه تصنيف وظيفى للنجوم يقوم على درجات وتقديرات فهناك ممثل درجة ثالثة وآخر فنان قدير وثالث متميز وهو ما يعلمه كل الفنانين المنتمين للمسرح القومى لكن هناك من يتعمد عدم مراعاة أوضاعه ويطلب طلبات لا تتناسب ودرجاتهم الوظيفية وحين اجتمعت لجنة الحكماء لحسم الخلافات، بحضور د. هدى وصفى والفنانة سميحة أيوب والقدير محمود يس بحضور هالة فاخر كشفت عن السبب الذى من أجله قلت وكررت جملة "اللى مش عاجبه يمشى" وكنت أنوه وقتها إلى وجود تجاوزات فى الكواليس ومواقف والفاظ لا يصح ان توجد فى عمل بهذا الحجم وطلبت بألا تتكرر هذه السخافات فى الكواليس "واللى مش عاجبه يمشى" ولا أدرى لماذا أخذتها هالة على نفسها والأمر يعود لها فى النهاية. وهنا التقط سامى مغاورى أطراف الحديث فقال: حسين فهمى يرى ان نجوميته تسمح له بأن يطلب ان يكون الصورة الوحيدة فى إعلانات الجرائد وهذا حقه لكننى فوجئت به في أولى ليالى العرض يأمر برفع صورتى من الدعاية الأساسية علي الوجه الخارجى للمسرح القومى فسجلت احتجاجى لدى مدير المسرح "شريف عبد اللطيف" وفى الليلة التالية وجدتها فى المدخل على يمين المسرح كما طلب "شريف" ان توضع ثم تغير مكانها للمرة الثانية وعلمت ان حسين طلب ألا توضع صورتى فى المدخل فوضعت بجانب دورة المياه ولا أدرى لماذا فكل فنان من حقه ان يرى ما يشاء وبعد 72 عرضا مسرحيا لى على المسرح القومى لن اقبل ان يسبقني اسم فنانة تصنف بأنها درجة ثالثة لمجرد أنها زوجة بطل العرض وليس مفروضا ان تكون المحسوبيات داخل المسرح ايضا بهذا الشكل والفنانة الجميلة "هالة فاخر" اعتذرت عن العرض لأن حسين فهمى ردد جملته هذه مرتين ثانيهما أمام لجنة الحكماء التى اجتمعت لفض النزاع.. وفشلت. ومن ناحيتى لن اتخلى عن رسالتى كفنان وأنا جزء من نجاح هذا العرض وساظل على قلوب كل من يكره ذلك "!" وكان طبيعيا ان تنفجر القاعة بالضحك والتصفيق ل "سامى" مع نظرات استنكار من لقاء التي قالت: لقد اتيت ومعى افيشات مسرحيات كنت فيها بطلة لخمس مسرحيات مع نجوم كبار، أى اننى لو صنفت فنانة درجة ثالثة كما يقول الفنان سامى مغاورى لما كانت أى جهة ستختارنى لبطولة أى مسرحية وهنا استشهد ايضا بمسلسلات شاركته بطولتها وكان اسمى يسبق اسمه علي الأقل ب 15 اسم وهو ما يعنى اننى مطلوبة أكثر منه فى التسويق واننى استحق ان يسبق اسمى اسمه فى الدعاية ولهذا اختلفنا علي اسبقية على الدخول للتحية وامتنعت لمدة 9 أيام ولم يكلف أى من الزملاء نفسه ليأتى إلىّ ويسألنى علي الرغم من اننى ألقى التحية وفى كل وقت على كل فريق العمل حين ادخل المسرح قبل العرض إلا ان أحدا منهم لا يبادلنى هذه التحية"!" واريد ان اقول: اننى اصغر منه سنا وهو يسبقنى باجيال ورغم ذلك لم يحتج نجم قدير على وجودى فى أفيش أى عرض مسرحى شاركت فيه من قبل، ولم أواجه مثل هذا الموقف سوى منه. لكن الحضور لم يترك لقاء وقاطعوها كثيرا مما دعاها للقول: لا ادرى لماذا تقاطعونى أكثر من 4 مرات بينما لم يحدث هذا أثناء حديث الأستاذ سامى والموضوع أصبح بهذا الحجم بسبب الصحافة التى بالغت وضخمت الأمور على لسان الاستاذ سامى ثم الاستاذة هالة فاخر. وكان طبيعيا ان تثير هذه الكلمات غضب الصحافة مرة أخرى فانهال الصحفيون هجوما على لقاء وحاول مدير الندوة احتواء الموقف ومنح الكلمة لصحفى يمثل الوكالة الألمانية فبدأ بتوبيخ لقاء وقال ان الصحافة لا تستغل خروج أى معلومة من كواليس المسرحية لكنها تمارس عملها في متابعة الحدث أياً كان نوعه ولا يعنى هذا ترصداً لشخصها كما تدعى. وأكد أن "هالة" و"سامى" فنانان لهما وزنهما وأعمالهما مشهود لها فكيف تتجاهل الصحافة أمراً كهذا فى كواليس عرض من أكبر العروض المسرحية الموجودة علي الساحة. وبررت "لقاء" موقفها بقولها" تهويل الأمور هو السبب فلا يجب أن نتداول كل ما يقال لأن المفروض أن الكواليس مثل البيت ووارد جداً أن يتشاجر أفراد العائلة سوياً أو يختلف الأبناء مع الأب والأم لكن أحداً منهم لا يذهب إلي قسم الشرطة ليشكوهما!. وخشية أن تصبح قضية التطبيع محورا لهجوم جديد قال حسين فهمى: - يكفى أن العرض حقق "400 ألف جنيه" في 32 ليلة عرض وهو رقم لم يحققه أى عرض على المسرح القومى، ومهما كانت المشاكل فالنجاح لن يقف فى طريقه أحد وسنحتويها. وأكد سامى أن خلافه ليس شخصياً مع "حسين" أو "لقاء" لكنه فنياً فى الدرجة الأولى إذ لابد أن يحترم الفنان الصغير زميله الكبير، ويجب أن يدرك كل شخص قيمته ومكانته على خشبة القومى. وأشار إلى أنه يوجه كلامه لمدير المسرح نفسه "شريف عبداللطيف".