"يا أهلاً بالمطاريد".. عبارة أراد المهندس أسامة الشيخ رئيس قطاع القنوات المتخصصة أن يخفف بها وطأة الشعور بالظلم، انتاب عدداً من مذيعى ومذيعات قناة النيل للأسرة والطفل، عقب التعنت والقسوة غير المبررة والتجنى المتواصل عليهم من جانب الرئيس الجديد للقناة فريدة مكاوى، بعدما وصفتهم بأنهم "متمردون" وفى رواية أخرى "ثورجية" ولم تكتف بهذا وإنما أصدرت قراراً بنقلهم إلى قناة "التنوير" وكأنها منفى! المثير أن "الشيخ" أسهم بشكل ما فى تكريس هذا الظلم عندما أبلغ المذيعون "المطاريد" بإعطائه مهلة لا تزيد عن أربعة أيام لمراجعة رئيس القناة، التى رشحتهم لسد العجز فى قناة "التنوير"(!) وكأن لديها فائض فى الوقت الذى استقبلت فيه مذيعين من قناة النيل للدراما انتقلوا إلى الأسرة والطفل وهم: ادا إبراهيم ومحمد مقبل ومروة الشافعى(!). قائمة "المطاريد"، على حد وصف "الشيخ" تضمنت أسماء: طارق البرديسى ودينا مصطفى وميادة نبيل وأسماء حبشى، ممن اطمأنوا لوعد "الشيخ" لهم بإمهاله مدة الأربعة أيام ثم فوجئوا بأنه أصدر قراراً بعدم الموافقة علي عودة أى مذيعين صدر قرار بانتقالهم إلي قنوات أخرى(!) وكان قد رفض من قبل شكاواهم بحجة أنه لا يستطيع أن يوافق على قرار "فريدة" ثم يتراجع عنه في نفس الأسبوع، وأراد أن يخفف حدة الموقف فسألهم: "هى التنوير حتقرصكم"؟!. يحدث هذا في الوقت الذى كان يفترض فيه أن يطلب "الشيخ" تقريراً، عن القناة، وما يجرى في كواليسها، ولو فعل لاكتشف -مثلاً- أن رئيس قناة الأسرة والطفل تتقاضى أجر معد أول مقابل التعليق على برنامج "شباب على الهواء"، وهو برنامج يومى يذاع على الهواء مباشرة، ولما اعترضت نيرمين عامر المعدة فى القناة نقلتها إلى قناة البحث العلمى(!) ولاكتشف أيضاً أنها استعانت بمذيعين من خارج القناة مثل: محمد عبدالله، الذى ينتمى إلي قطاع الأخبار ويقدم برنامج "بالقانون" على الهواء يومياً، ومحمد الطوبجى ويقدم برنامج "يلا يا شباب" على الهواء يومياً، ومحمد مرسال ويقدم برنامج "طبيب العيلة" على الهواء يومياً، ويتقاضى كل واحد منهم 450 جنيهاً في الحلقة بينما لا يتجاوز سقف أجور أبناء القناة ال 750 جنيهاً شهرياً(!) ولو فعل "الشيخ" لاكتشف أنها أصدرت قراراً بعدم ظهور ثلاثة مذيعين هم: طارق البرديسى وأشرف عبادة وميادة نبيل، وهم الذين قامت بنقلهم إلى "التنوير" فيما بعد، بحجة أن "شكلهم وحش" ولا يصلحون للظهور علي الشاشة، وهى قرينة لو ثبتت لكانت سبباً فى إدانة اللجنة التي اختبرتهم واعتمدتهم، بعد اختيارها لهم، ويؤكد أن نقلهم إلى قناة "التنوير" فيه تعسف وتعنت، ويصبح علي قناة التنوير فى هذه الحالة ألا توافق على تقديمهم لبرامج لأن "شكلهم وحش"!! المفارقة أن رئيس القناة بررت احتفاءها بالمذيعين والمذيعات الذين جاءوا من "النيل للدراما" بأنهم "مضطهدون" في الوقت الذى تعرض أبناء القناة لاضطهاد عجيب، وكان الأولى بها أن ترفع عنهم الظلم بدلاً من أن تحولهم أيضا، إلى مضطهدين.. ولاجئين!! ما يحدث في قناة النيل للأسرة والطفل يحتاج إلي تدخل سريع وحاسم من قيادات الإعلام المصرى، وإن لم يفلح تدخل أحمد أنيس رئيس مجلس الأمناء في رفع الظلم وإعادة اللاجئين إلى "التنوير" فعلى الوزير أنس الفقى، الذى لم يعرف عنه يوماً إذعانه لتدخل أى جهة لتفرض رأيها أو تحمى رجالها في المبنى، ومشهور بمبادراته الإنسانية التى يرفع خلالها أى ظلم، وعلي الوزير ورئيس الاتحاد أن يبدآ بطلب ملف التجاوزات والممارسات السلبية الصارخة التى تحدث كل يوم في قناة النيل للأسرة والطفل، والتي يرى بعض المقربين من رئيستها أنها "شأن داخلى" ليدرك الجميع أن رئيس القناة تحتكر التعليق الصوتى لثلاثة برامج هى: "بيت العيلة"، "النص الحلو"، و"يلا يا شباب"، وأنها ترفع شعار "اللى مش عاجبه يمشى من القناة أو يقعد فى بيته"(!) وفى الوقت الذى يعانى فيه أبناء القناة من البطالة تستورد مراسلة تليفزيون عمان لتقدم "فتافيت الأخبار"، على الرغم من عدم اجتيازها اختبار المذيعين في العام الماضى(!) فهل من مغيث لأبناء "الأسرة والطفل" أو مجيب لنداءاتهم المستمرة التى لا تطلب سوى الإنصاف؟!.