هيمنت القضايا السياسية وملفات الاقتصاد والمناخ علي أعمال المنتدي الاقتصادي العالمي، الذي انطلقت أعماله الأربعاء الماضي في دافوس ويسدل الستار عليه اليوم الأحد بحضور حوالي 2500 شخصية من عالم الأعمال والسياسة. وقد فرض الوضع في الأراضي الفلسطينية نفسه علي المنتدي عندما أثار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة، واعتبره "حملة لتجويع السكان هناك". وقال موسي للصحفيين علي هامش منتدي دافوس، إن حصار غزة ينسف جهود السلام في المنطقة التي انطلقت قبل نحو شهرين إثر مؤتمر أنابوليس في الولاياتالمتحدة. وفي ملف إقليمي آخر دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مجتمع المشاركين في المنتدي إلي قطع العلاقات التجارية مع إيران، وبررت مناشدتها بالتهديد الإقليمي والعالمي الذي يمثله النظام الإيراني. وقالت ليفني إن قرار سحب الاستثمارات من إيران من شأنه أن يوقف طهران، وذلك في إشارة إلي الأنشطة النووية الإيرانية التي يطالب المجتمع الدولي بوقفها. كما كان الشأن العراقي حاضرا في المنتدي، حيث يشارك برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي في الملتقي. وتحدث المسئول العراقي عن إمكانية تحقيق السلام في جميع أنحاء البلاد، بعد أن تحسنت الأوضاع الأمنية في محافظة الأنبار غربي بغداد. وخيمت علي المنتدي توقعات متشائمة للغاية بشأن وضع الاقتصاد العالمي في مواجهة احتمال حصول ركود في الولاياتالمتحدة. ورأي عدد من الخبراء المشاركين في المنتدي أن العالم بأسره سيتأثر علي الأرجح بالركود المفاجئ في الولاياتالمتحدة، في وقت تعرض قرار الاحتياطي الفدرالي الأمريكي خفض معدل الفائدة الرئيسي لانتقادات شديدة. وردا علي ذلك التشاؤم أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس علي أن "أساسيات الاقتصاد الأمريكي سليمة علي المدي البعيد" ثم عرجت علي مشكلات الطاقة والبيئة لتشير إلي "ضرورة العثور علي أسلوب جديد في التعامل مع هذين الملفين" مذكرة باستعداد بلادها للقيام بدور بهذا الصدد. ومن جانبه دعا مؤسس المنتدي الاقتصادي العالمي ورئيسه التنفيذي المشاركين إلي "تجاوز أسبوع الأخبار الاقتصادية المقلقة، والسعي لإيجاد حلول مبتكرة لمشاكل العالم اليوم" محذرا من "أضرار التشاؤم اللاعقلاني". كما هيمنت الأزمة المناخية علي المنتدي إذ حذر آل جور نائب الرئيس الأمريكي السابق والحائز علي جائزة نوبل للسلام عام 2007 من أن التغيير المناخي يفرض نفسه بسرعة أكبر مما كانت تشير إليه التوقعات الأكثر تشاؤما. وقال آل جور إن دراسات أخيرة كشفت أن "الأزمة المناخية أخطر بكثير وأسرع مما بينته التقديرات الأكثر تشاؤما لمجموعة الخبراء الحكومية بشأن تطور المناخ". وأشار آل غور إلي أن بعض التقديرات تشير إلي أن الجليد قد يزول نهائيا من القطب الشمالي في غضون خمسة أعوام. وفي الموضوع ذاته دعا رئيس الفريق الدولي المعني بدراسة تغير المناخ راجندرا باشوري إلي بذل "جهد جاد لمكافحة الاحترار العالمي" مذكرا رجال الأعمال والحكومات وقادة المجتمع المدني بأن العالم بأسره سيستفيد من النتائج الإيجابية.