كشفت أرملة الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان، أن مذكرات زوجها، التي نشرت مؤخراً، لم يكتبها من أجل التاريخ، وإنما كتبها لنفسه من أجل استرجاع بعض تفاصيل حياته اليومية، التي كان يجد صعوبة في تذكرها. وقالت السيدة الأمريكية الأولي السابقة، نانسي ريجان، إنها وزوجها كانا يعانيان من صعوبة تذكر بعض المواقف التي تعرضا لها خلال تولي ريجان منصب حاكم كاليفورنيا، مما دفعه إلي التفكير في كتابة مذكرات يعود إليها بين الحين والآخر. وذكرت ريجان، في مقابلة ضمن برنامج "لاري كينج لايف" علي شبكة CNN، إنهما عندما غادرا مدينة "سكرامنتو" عاصمة كاليفورنيا، في العام 1975، لم يستطيعا تذكر بعض التفاصيل المهمة في فترة الثماني سنوات، التي قضاها زوجها حاكماً للولاية. وأضافت إنه عندما فاز زوجها بانتخابات الرئاسة الأمريكية، في عام 1981، قرر كتابة تلك المذكرات بشكل يومي، وكان يخصص لذلك دفتراً بغلاف جلدي، يسجل فيه المواقف المختلفة التي يتعرض لها لحظة بلحظة. وقالت نانسي ريجان، خلال المقابلة: "إنه لم يكتبها من أجل التاريخ"، مضيفة القول: "لقد كتبها لنفسه، في الحقيقة، فقد كان يستفيد منها في تذكر بعض الأمور والأشياء، التي كان يصعب عليه تذكرها." وقام المؤرخ الأمريكي دوجلاس برينكلي، بتجميع خمسة مجلدات تتضمن مذكرات الرئيس السابق الذي رحل قبل نحو أربع سنوات، بخط يده، حيث وضعت في كتاب واحد نشر مؤخراً، تحت عنوان "يوميات ريجان." وقد واظب ريجان علي كتابة يومياته خلال السنوات الثماني التي قضاها في السلطة منذ عام 1981، ولكنه كان يتوقف عن ذلك في الأيام التي كان يدخل فيها المستشفي، خاصة إثر محاولة اغتياله في واشنطن، بعد شهور من توليه رئاسة الولاياتالمتحدة. وعن تلك المحاولة، كتب الرئيس الراحل، في نفس يوم مغادرته المستشفي، قائلاً في يومياته: "التعرض لإطلاق النار أمر مؤلم." كما أظهرت تلك اليوميات أن ريجان شعر بالحزن، بعد لقائه عائلات عدد من الجنود الأمريكيين، الذين قتلوا في مهمة فاشلة للإفراج عن الرهائن في إيران، بعد أسبوع علي تسلمه السلطة. وكذلك فقد كشفت مذكرات الرئيس الأمريكي الراحل أنه كان يكن عداءً خاصاً للزعيم الليبي معمر القذافي، الذي وصفه بأنه "مجنون" و"لا يستحق حتي الاحتقار." وكشفت اليوميات النقاب عن علاقة شخصية مع الزعيم السوفيتي الأسبق ميخائيل جورباتشوف، الذي تفاوض معه لإنهاء سباق التسلح النووي بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، وقال إن علاقته الجيدة مع جورباتشوف ساهمت في إنهاء الحرب الباردة. وفي 19 يناير من العام 1989، وهو آخر يوم له في البيت الأبيض، كتب ريجان في يومياته: "غداً لن أكون رئيساً بعد الآن."