البعض يراها محظوظة لأنها استثمرت فرصة ذهبية تعاونت خلالها مع مخرجة عرفت باثارة المعارك في أفلامها، ونجحت في استغلال فيلمها "الباحثات عن الحرية" لمصلحتها فيما يري آخرون انها مطربة قبل أن تكون ممثلة، وأن لها جمهورها الذي يعرفها من قبل أن تلتقي ايناس الدغيدي.. وبين هذا الفصيل وذاك تقف سناء موزيان. هل انت محظوظة بالفعل لانك عملت مع ايناس الدغيدي في فيلمها "الباحثات عن الحرية"؟ لا أنكر هذا، بل ان الصدفة هي التي خدمتني، ففي تلك الفترة كنت قد انتهيت من تصوير "كليب" لاحدي اغنياتي "حولي فينك" باللهجة المغربية كتبها محمد رفاعي ولحنها تيمور حمودي وكنت أحضر لألبومي الغنائي في اللحظة التي تحدثت فيها ايناس الدغيدي مع محمد رفاعي عن رغبتها في العثور علي فتاة مغربية يشترط ان تكون مطربة لتشارك معها في الفيلم فما كان من "محمد" سوي أن رشحني لها وعندما التقيتها وافقت عليّ لكنها ارسلتني إلي استديو المخرج د. محمد عبد الهادي المتخص ص في تأهيل الوجوه الجديدة للتمثيل أمام الكاميرا أو للوقوف علي خشبة المسرح، وكان حظي سعيداً للغاية عندما تبين ان الشخصية مغاربية وتنطق باللهجة المغربية، ولم أكن وقتها أجيد اللهجة المصرية. أعرف انك عشت غالبية حياتك في لندن فمن أين تعلمت أصول الموسيقي الشرقية؟ انا ابنة عائلة فنية كبيرة ومعروفة، فخالي هو الفنان الكوميدي المغربي محمد بلقياس وانا دارسة للموسيقي الغربية وايضا الموسيقي الهندية، ومنها تعلمت "الربع تون" حيث ان لندن تخلو من المعاهد العربية في هذا الصدد، وتتلمذت علي يدي نشاني سنج مبتكر ايقاع النيجر الهندي، واول ما غنيت كانت "انت الحب" وغنيت نصفها بالعربية والنصف الاخر بالهندية، وبعدها لم يطرأ تطور علي الساحة الغنائية في دبي فاخترت الانتقال الي مصر. وأين اختفيت بعد "الباحثات عن الحرية"؟ لقد فوجئت بأن كل مايعرض علي هو تنويعة علي نفس الدور الذي لعبته في فيلم ايناس الدغيدي، فاخترت الا اكرر نفسي أو أصبح سجينة هذا الدور، وآثرت الانسحاب والتفرغ لاعداد ألبومي حتي جاءتني فرصة العودة الي السينما من خلال الفيلم المصري "أشرف حرامي" والمغربي "بنت الضيعة". مادورك في "أشرف حرامي"؟ "كارميلا" ابنة رئيس العصابة وحيد سيف التي نشأت في مناخ سمته النصب والاحتيال والسرقة لكنها شديدة الثقة بجمالها، وأعجبني في الفيلم انني لم اغن اطلاقاً، وانه يقترب بي من ادوار الفتاة الشعبية، ولان المجموعة التي تشاركني مثل شيرين رضا وتامر عبد المنعم ووحيد سيف كانت سبباً في ارتياحي طوال فترة التصوير. رفضك تكرار نوعية الدور الذي مثلته في "الباحثات عن الحرية" يرجع لجرأته واقترابه من مناطق ساخنة ترفضها الممثلات الحاليات أم لأسباب أخري بالفعل؟ هذه النقطة لم تكن في بالي مطلقاً.. فأنا لا اخشي تجسيد الادوار الجريئة، بدليل موافقتي علي المشاركة ببطولة فيلم "بنت الضيعة" الذي يناقش قضية العجز الجنسي وارتفاع سن الزواج لدي الفتيات العربيات، وهي القضايا التي أسعي اليها دونما النظر الي الاعتبارات الاخري التي تحد من حرية الممثلة في الاقتراب من هذه الادوار خشية ان يثور المجتمع ضدها. وانتهز الفرصة لاؤكد سعادتي بالتعاون مع المخرجة ايناس الدغيدي، وعدم ندمي مطلقاً علي العمل معها، لأنني اراها سيدة شجاعة وقوية تدافع باصرار عن المرأة غير عابئة بالانتقادات التي توجه اليها او تطاردها، ومعها لم اشعر في أية لحظة بأنها تستغلني في تصوير مشاهد خارجة او ليست موظفة في الاحداث بعكس اخرين ارادوا استغلالي لاهداف تجارية بحتة. هل اصبحت الممثلة العربية لبنانية او مغاربية تقبل ماترفضه الممثلة المصرية في هذا الخصوص؟ لقد تعلمنا الرومانسية والجرأة من الفتاة المصرية في الافلام القديمة ولم نكن نخجل مما نراه او ننظر اليه بوصفه خادشاً لحياء الفتاة العربية فما الذي حدث للممثلة المصرية وأحياناً العربية لرفض هذه الادوار والهروب خجلاً منها؟!