وضع إمام مسجد شهير في العاصمة النمساوية "فيينا" حدا للجدل الذي أثير حوله والهجوم الذي يتعرض له في بعض الأوساط الاعلامية علي خلفية حثه المسلمين في النمسا علي عدم الزواج من الكتابيات، نافيا نفيا قاطعا أنه وصفهن بالزانيات، ومؤكدا أن كثيرات عذراوات، رغم أنهن في العشرينيات. وكشف الشيخ عدنان ابراهيم إمام وخطيب مسجد "الشوري" وهو من أكبر المساجد النمساوية و"البروفيسور" في الأكاديمية الاسلامية بفيينا، في حوار مع موقع "العربية.نت" ملابسات هذه الفتوي التي تضمنها بحث مطول منشور علي موقعه الشخصي بالانترنت. وقال إنه تراجع عنها، وحاليا لا يمنع الزواج من الكتابيات وخصوصا المسيحيات، ويقوم شخصيا في مسجده بكتابة الكثير من عقود الزيجات المختلطة. وأكد أن" الاجتهاد الجديد أن يتزوجوا من الكتابيات بشرط تخير الصالحات وهو شرط ينطبق أيضا علي المسلمة". وأوضح أنه قرر حذف البحث المثير لغضب بعض الصحف والأوساط المسيحية في النمسا والغرب من الموقع، وقال إنه كان قد رفض طبعه في وقت سابق، مشيرا إلي أن أفكاره تتطور واجتهاداته تتغير حسب تطوره الفكري والعلمي وانسجاما مع الواقع. وتابع بأنه يشعر الآن بالخجل من آراء وأفكار واجتهادات قالها قبل 12 أو 13 عاما، ولا يري غضاضة في أن يتراجع العالم أو المجتهد عن فتوي او اجتهاد قاله قبل ذلك ثم تبين له الخطأ مع تطوره العلمي والثقافي. وقال الشيخ عدنان ابراهيم: هذا البحث عمره 10 سنوات، وضعته عام 1997 وكنت شابا صغيرا، ولكن بعد ذلك جري في النهر ماء كثير، فقد تغيرت عندي اجتهادات وأراء كثيرة. وأضاف: أعوذ بالله.. كيف أقول إن "الكتابيات" زانيات. لم يصدر ذلك مني ولا يمكن أن أقوله إطلاقا،. وأضاف: لا اعتقد مطلقا بأن بلاد الغرب دار حرب. فهي ليست كذلك بأي معني من المعاني وانا كنت أرد علي الفتاوي المتطرفة التي تجيز استباحة أموالهم وسرقة الاموال العامة والخاصة، وأفندها لأنها تشوه صورة الاسلام. وقال الشيخ عدنان ابراهيم إنه "بمجرد دخول المسلم بفيزا إلي دولة في الغرب أو دولة غير مسلمة، فهذا يعتبر حالة تعاقدية تلزمه احترام قوانين البلد وشرائعه وكل ما يتعلق بهذا الشئ، وهذه الدار النسبة للمسلمين من أمثالي وطن، فهي وطني الآن، فكيف اصفه بأنه دار حرب. هذا محض افتراء".