بعد ان لفنا سبات عميق واغمضنا عيوننا عن هؤلاء الاطفال الأبرياء وقد أسرتهم ظلمة الشوارع وقتلت برائتهم ليتحولوا إلي براعم اجرامية نشبت أظفارها في زهور مثلها وكم من اقلام كتبت تحذر من خطورة إهمال قضية اطفال الشوارع يذكر كاتب هذه السطورماكتبه في جريدة الاخبار اكثر من مرة كذلك نفس الامر في نهضة مصر وصالت وجالت اقلام كثيرة ذهب نداؤها هباء حيال مشكلة تفاقمت ولم نفعل شيئا كعادتنا لانتحرك الا بعد حدوث الكارثة.. ان مقتل اكثر من عشرين طفلا علي يد مجرم صغير امر يجعلنا نفكر جيدا في المشكلة بل يجب ان نبكت انفسنا علي جريمة صكتنا ولابد ان يولد هذا التبكيت فكرا جديدا لماذا لانبكر لحل مشاكلنا التي صار تجذرها يعقد عملية اصلاحها.. وان كان الشارع السياسي في مصر يلقي اللوم كله علي الحزب الوطني تجاه هذه القضية فأين المعارضة واين باقي الاحزاب التي نقرأ اسماءها فقط واين صوت (المحظورة) التي لاتعترف بها الحكومة علي الورق لكنه موجودة في الواقع لاهدافها فقط والدليل هنا اننا لم نسمع لها صوتا يشارك في علاج هذه القضية في الوقت الذي قادت فيه حملات في عدة موضوعات لا ترتقي لخطورة واهمية موضوع اولاد الشوارع.. وكأن هذه القضية (شوارعية) وليست هموما مصرية! عقود مرت من الزمان وقد نبه خلالها بعض المهمومين بشئون الوطن من علماء الاجتماع والمثقفين ولازالت هناك بعض النداءات الانسانية التي تمزقها حالة اللامبالاة نحو هذه القضية الامر يحتاج الي دراسة مستفيضة فمن هم اطفالنا في الشوارع؟ ومن الذي جعلهم هكذا؟ وماهو حال الاسرة المصرية التي افرزت لنا بعض الحالات؟ وماهي الاسباب هل منها الجهل والفقر وانفصال الازاوج عن زوجاتهم؟ هل للتعليم ومنظومته المريضة علاقة في هذا الشأن؟ هذه بعض الاسئلة التي حاصرتني لقد قتلناهم مرتين مرة حينما اهملناهم ولم نحل مشاكلهم جذريا ومرة حينما تركناهم ليقتلوا بعضهم بعضا! نحن لاننكر ان هناك جهودا تبذلها الجهات المختصة في محاكم الاسرة للمصالحة بين الزوجين لكن معظمها يحاصر بالاخفاق ومن ثم لابد من اعادة النظر في تنظيم امور الزواج من حيث التكافؤ بين الزوجين علميا واجتماعيا ودراسة حالتهم الاجتماعية والمالية وتوفير مسكن الزوجية واختبارات الفحص قبل الزواج.. الخ.. ونجد مثلا نزول حملات الي الشوارع لالتقاط الاطفال وبالفعل يتم اصطحاب بعضهم لمجرد الاهتمام بهم لمدة ليلة واحدة يحصل فيها الطفل علي بعض الاهتمام لفترة 24 ساعة بعدها يعود للشارع وكأن المسألة هي تصرف مظهري لمشهد تليفزيوني عاجل.. ان الأمر يحتاج الي حل جذري وحقيقي.. فالذي يجب ان يكون هو ان نشعر جميعا بأن هذه القضية هي قضية قومية يدور حولها وبشأنها حوار مخلصا ليكون هناك حل للمشكلة القائمة علي ألا تتكرر هذه المأساة بفكر يقول كيف نلتقط الطفل قبل ان تحتضن شباك الشارع الشائكة هم وهنا سأوجه من منبر نهضة مصر نداء الي السادة رجال الاعمال في مصر إلي الكرماء منهم ليتذكروا والي البخلاء منهم ليتحركوا.. الي الجميع ليعملوا اقول للجميع انتم قادرون ان تساعدوا الدولة. انتم ياسادتي لديكم القدرة علي ان تتحدوا معا لتكونوا سويا قوة مالية يوضع لها نظام خاضع لأحد البنوك لتكون هناك مدينة تستوعب اولادنا بكل اعتزاز وليس اولاد الشوارع هذه المدينة يتعلمون فيها مهنا جديدة نمحو اميتهم ونستكمل تعليم بعضهم ونعيد صياغة حياتهم لنغسل نفوسهم. اقول ايضا هل يسعدنا ان نري هؤلاء يفترشون الارصفة والازقة بلا كرامة او احترام لآدميتهم.. بعضهم يتسول.. بل صار منهم القتلة ونحن ايضا قتلناهم مرتين المرة الاولي باهمالنا لهم والمرة الثانية حينما اثمر اهمالنا ان يقتلوا انفسهم بانفسهم حقا انها مأساة شارك تقاعسنا في نسيجها.. ليتنا كما نهتم باولادنا في بيوتنا نمنحهم جزءاً من الرحمة التي تجمدت في قلوبنا.. أليس من حقهم ان يستمتعوا بالحياة التي يعيشها اولادنا؟!.. سؤال اجابته مرتبطة بكم الرحمة التي تعيش في قلوبنا!!