تلعب الصحافة دورا مؤثرا في حياتنا بما تقدمه من اخبار واحداث وتحليلات وتفسيرات تربط واقعنا بماضينا وتقدم سجالا تاريخيا لمرايا حياة الشعوب من حيث أنماط ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها. فلا غرابة إذن أن ندمن مطالعة الصحف مع ارتشاف اول قطرة لقهوة الصباح.. وتاريخ الصحافة قديم قدم الحضارة الانسانية حيث ظهرت اول صحيفة بالتاريخ أنشأها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر ولكنها كانت صحيفة منسوخة إذ لم تكن الطباعة قد اخترعت بعد وأسماها (الوقائع اليومية). وقد ساهم وجود المطابع في ظهور الدوريات التي بدأت في الصدور علي استحياء عام 1609 بعد أن أصبحت الكتب وعاء بطيئا في حمل المعلومات، خرجت الصحف في شكل نشرات غير منتظمة وتعني بالحوادث والأخبار الهامة وتطورت فيما بعد إلي صحف. أما أول صحيفة بالمعني الحديث فقد ظهرت في ألمانيا أوائل القرن ال 17 في 15 يناير 1609 بعنوان (AVISA: RELATIONS ODER ZEITUNG) وأطلق علي الجريدة الإخبارية اسم (كور انتو) وتعبر عن الشكل القديم للجرائد وتتألف من فرخ ورق واحد والنص علي عمودين علي كلا الجانبين وظهرت أولا في هولنداوألمانياوإنجلترا عامي 1620، 1621 كما كان يطلق علي النشرة الإخبارية أو الجريدة الأسبوعية كلمة (NEWS BOOK) وكانت تنشر الأخبار العالمية فقط وتوقفت عن الصدور عام 1942 وفي عام 1631 ظهرت في فرنسا صحيفة رسمية مقتضبة الأخبار (تشبه الطابع الفرنسي)!! بعنوان لجازيت دي فرانس، وتوالي صدور الصحف في إنجلترا وأمريكا وباقي دول العالم. أما أول صحيفة انجليزية يومية ظهرت 1702 (ديلي كارنت) ولكن الصحيفة الأكثر تأثيرا كانت التايمز التي صدرت عام 1785 كان إسمها (DAILY UNIVERSAL REGISTER). أما أول صحيفة يومية بفرنسا كانت عام 1777 بعنوان (لوجورنال دي باري) كانت معظمها مركزة علي المعلومات العلمية والأخبار الخفيفة والقضايا الاجتماعية وتجاهلت القضايا السياسية. الطريف في الأمر أن الصحف كانت حتي العصور الحديثة تركز علي المعلومات الإخبارية وفي ظل الخبر في القرن ال 19 وحتي اليوم عنصرا رئيسيا في الصحف، ومع تحول الدول للنظم السياسية الديمقراطية بدأت الصحافة تتطور في إنجلترا أولاً ثم في أمريكا الشمالية وفرنسا وإرتباطا ببروز حرية الرأي وإلغاء الرقابة أصبحت الصحافة أداة لنشر الأفكار والأراء والتحليلات في شتي القضايا التي يعج بها عالمنا المعاصر. ولايتوقع العالم في طريقه الكاسح عن إثارة دهشتنا يوميا بأحدث المخترعات وربما يظهر قريبا اختراع ساعة يد هي في حقيقتها صحيفة تتجدد من تلقاء نفسها بآخر الأخبار. أما في أمريكا فقد ظهرت اول صحيفة بعنوان ذي بابلك أوكرينست عام 1690 حيث كانت امريكا لاتزال تحت الحكم البريطاني وكانت تصدر من بوسطن أما صحيفة بوسطن جازيت 1755 كانت تنادي بالاستقلال عن بريطانيا ياله من زمن عجيب!! 1755 محتلة وفي القرن العشرين محتلة العالم