اجمع الخبراء والدبلوماسيون المصريون علي ان تقرير بيكر يكشف الاخطار الامريكية في الشرق الاوسط، ليس في العراق فقط، وانما تجاه القضية الفلسطينية علي وجه الخصوص، وهو ما يدعو الي تغيير السياسة الامريكية. ويبقي السؤال هل ستتغير فعلا السياسة الامريكية، وهل سيعترف بوش اخيرا بانه اخطأ؟ تقرير بيكر اعتراف بالفشل د. حميد الشهاب - استاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد يقول إن تقرير بيكر هو اعتراف بفشل الولاياتالمتحدةالامريكية في العراق، حيث انه يحاول ايجاد الحلول والتي تصب في النهاية لمصلحة الولاياتالمتحدةالامريكية، ويري د. الشهاب ان هناك تشخيصا حقيقيا للاخطاء التي وقعت فيها الادارة والقوات الامريكية في العراق. واضاف ان التقرير ورد به 79 مقترحا للخروج من الوضع المأساوي بالعراق، فهو يمثل اقتسام جزء من الحل للمشكلة العراقية فالولاياتالمتحدةالامريكية جاءت بالفوضي المزعومة والقائمة علي الديمقراطية الزائفة التي ادت لتقسيم الشعب العراقي والوطن الي اعراف وان ذلك المشروع فشل ويرجع سبب الفشل الي توسع الحركة الجهادية في العراق بشكل خاص، وفي العالم العربي والاسلامي بشكل عام، واوضح د. الشهاب ان هناك اكثر من تنظيم يعمل ضد الولاياتالمتحدةالامريكية وليس القاعدة فقط ، فهناك المقاومة العراقية وهي لا علاقة لها بالقاعدة. وعن ان التقرير لم يذكر حقوق الشعب العراقي قال د. الشهاب إن الولاياتالمتحدةالامريكية عليها ان تأخذ علي الفور بالتقرير اذا ارادت اثبات حسن نيتها، فامريكا هي التي جاءت بالحكومة العراقية وجاءت كذلك بالقوي السياسية . ويشدد د. الشهاب علي ان هناك فشلا للنخب السياسية التي جاءت بها الولاياتالمتحدةالامريكية. واشار د. الشهاب الي ان الولاياتالمتحدةالامريكية تسببت في العديد من المشاكل بالعراق ومنها ما يتعلق بالميليشيات وفرق الموت والتقصير الاداري من قبل الحكومة العراقية، فامريكا تسعي لضرب الكفاءات العراقية. وشدد د. الشهاب علي ان الزعامة العربية من خلال الجامعة العربية والمحاولات العربية والدولية وإن جاءت متأخرة لسد الثغرات والفجوات بين القوي السياسية المتنازعة في العراق ولكن باءت بالفشل نتيجة لتدخل القوي السياسية العراقية. واشاد د. الشهاب بانه شاهد عيان علي ما يحدث بالعراق من خلال ان النخب العراقية لا تمثل الشعب العراقي، وكذلك لا تمثل الشيعة والسنة، لكن الحالة التي اوجدتها الولاياتالمتحدةالامريكية هي التي صاحبتها النخب السياسية الي ان وصلت لهذا المستوي. بدائل أخري السفير عصام الدين حواس نائب رئيس الجمعية المصرية للامم المتحدة يري ان تقرير بيكر صادق في اطار الظروف الحالية التي اظهرتها وافرزتها الانتخابات الامريكية في الكونجرس الامريكي. وابدي حواس ان ما يحدث الان يعد تغييرا جوهريا في السياسة الامريكية بالعراق، وان التقرير لم ينص او ينصح بسحب القوات الامريكية في العراق ، ولكنه ينصح بتعديل مهام القوات الامريكية لكي تقوم بتدريب القوات العراقية. وان ذلك قد يسمح بسحب جزء من تلك القوات الامريكية من العراق خلال عام 2008، وان ذلك لا يعني انسحابا امريكيا كاملا من العراق، حيث يمكن ان يفتح بعد ذلك لبدائل اخري تتمثل في تقديري في اعادة انتشار تلك القوات او انسحابها من المدن الي قواعد عسكرية خارج المدن. ويعتقد نائب الرئيس الجمعية المصرية للامم المتحدة ان الحزب الديمقراطي لن يطالب القوات الامريكية بالانسحاب من العراق ولكن سيطالب باعادة تشكيل الاستراتيجية الامريكية، وان التقرير ربط بين التهدئة وايجاد حل لمنطقة الشرق الاوسط والنزاع العربي الاسرائيلي. واوضح السفير حواس ان التقرير ليس حاسما وانما التقرير يعطي نوعا من التشاور بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري. تصحيح الأخطاء السفير عبدالرؤوف الريدي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية يري ان التقرير يقدم مقترحات حتي يتم تصحيح الاخطاء في السياسة الامريكية بالعراق وكذلك الاوضاع في الشرق الاوسط ، فهناك مقترحات لتعديل مسار السياسة الامريكية بالعراق. واشار السفير الريدي الي ان الهدف من التقرير لتوضيح الاخطاء في السياسة الامريكية. واضاف انه في رأيي التقرير يعطي مقترحات جيدة، وان التقرير اعده مجموعة من الخبراء الامريكيين واصحاب الرأي اتصالا بالسياسة الامريكية في العراق. واضاف ان التقرير لم يتحدث عن قضية الشعب العراقي او الشعب الفلسطيني او اصلاح الشرق الاوسط. وشدد الريدي ان التقرير تحدث عن السياسة الامريكية وضرورة تعديل السياسة الامريكية وان تبدأ في الانسحاب طبقا لنظام معين، وضرورة ان تتحدث الولاياتالمتحدةالامريكية مع سوريا وايران ، وان يكون هناك تواصل مع دول الجوار. وأكد الريدي ان التقرير ليس معدا لحل مشاكل العالم وانما لان هناك اخطاء في السياسة الامريكية في العراق. فبوش الي الان لم يشر الي انه سينفذ ما ورد بالتقرير، واوضح الريدي ان التقرير له قيمة ووزن كبير فمن الممكن لبوش الاهتمام والاستعانة به ولكنه لم يعلن ذلك.