الأحوال في لبنان تنذر بأن تتحول في اي لحظة الي صدام كبير، فالتوتر بلغ اقصي مدي له بحصار الآلاف من انصار حزب الله وحركة أمل والوطنيين الاحرار لقصر رئاسة مجلس الوزراء، في بداية تحرك جماهيري لاسقاط الحكومة من الشارع. والخوف كل الخوف من شرارة واحدة تشعل النيران ويحدث الصراع الكبير اذا حاول المتظاهرون من انصار الحكومة واصحاب الاغلبية حزب المستقبل. اللقاء الديمقراطي الكتائب محاولة تحدي الحصار حول مجلس الوزراء. الخوف من سيناريو انفجار العنف قد يدخل لبنان في دائرة الحرب الاهلية من جديد وحول تلك التطورات استطلعت نهضة مصر آراء عدد من خبراء السياسة في مصر. السفير محمود شكري محمود شكري سفير مصر الاسبق بسوريا يقول "ان حزب الله امل وميشيل عون والحزب الديمقراطي، وهم يريدون حكومة وحدة وطنية بحيث يكون لهم حضور في ادارة الازمات واتخاذ القرارات وهم يصرون علي الحصول علي الثلث المعطل بمعني ان يكون عددهم في الحكومة 8 + 1 حيث ان الحكومة تتكون من 24 وزيرا فإذا امتلكت المعارضة 9 مقاعد بالحكومة اذن فيستطيعون ان يبطلوا اي قرار من القرارات التي لا يستطيعون الموافقة عليها اذا اتفقت المعارضة عليها اضافة الي ذلك انهم يستطيعون ان يسقطوا الحكومة ويبطلوا صدور اي قرارات هامة. ويضيف السفير محمود شكري ان هناك حالة من عدم الثقة بين الحكومة والمعارضة، وانعكس ذلك بشأن تشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال الحريري، حيث تري المعارضة ان ذلك تدخلا دوليا وانتهاكا للدستور، فيما الحكومة تصر علي لجنة التحقيق الدولية لاجلاء الحقيقة في اغتيال رفيق الحريري وخاصة ان هناك اتهامات موجهة ضد شخصيات كبيرة في لبنان وخارجه. السفير د. السيد أمين شلبي المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية "يري انه بغض النظر عن تأييدي لحزب الله او معارضتي له، فالمهم ان اللبنانيين ويؤيدهم كل العرب في المحافظة علي وحدة لبنان وعلي الوفاق الوطني له، لان الذي يحدث وما تظهره المعارضة ايا كان رأيها فهو مؤشر سيئ لما يمكن ان يلحق بلبنان بجبهته الداخلية وعلي التوافق الوطني، ومن المهم لدي اللبنانيين ان يعرفوا ان تلك الاعمال يمكن أن تؤدي لبوادر خطيرة وربما تعود بلبنان الي الايام الصعبة السابقة خلال الحرب الاهلية وان حزب الله مجده اليوم هو بناء توافق الانتماء الوطني علي الانتماء الحزبي، وان يستطيع توفير وحدة وطنية للبنان علي اي انتماءات حزبية، وعن اصرار الحكومة علي لجنة تحقيق دولية اوضح ذلك القرار من مجلس الامن، واشار الي ان القضية ليست عن لجنة التحقيق الدولية ولكن القضية الرئيسية هو حرص اللبنانيين وحرص حزب الله علي الوحدة الوطنية، فحزب الله يدرك ان نجاحه في طرد اسرائيل عام 2000 من لبنان وكذلك في ادائه بالحرب الاخيرة وان نجاحه تم نتيجة للدعم الوطني الداخلي الذي كان يعمل في سياقه، وبالتالي فيجب علي حزب الله ان يدرك ذلك ليستطيع لم الشمل بين كافة الاطراف اللبنانية. د. نهي بكر د. نهي بكر استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية "تقول انها ليست من المؤيدين لتحقيق دولي فهي مع سيادة الدولة وعدم التدخل الخارجي، فالواقع يوضح ان لجنة التحقيق الدولية تعني التدخل في الشئون الداخلية للدولة، واشارت د. نهي ان هناك نصا في القانون الدولي يقول "القوي تحفظ الحق وتحميه" يوضح ذلك الدولة القوية تقول ان ذلك حق وتحمي ذلك الحق، فمنذ متي يتدخل مجلس الأمن ويفرض هناك لجنة تحقيق دولية او محكمة دولية فإن ذلك بمثابة تدخل صريح في الشأن الداخلي في لبنان وتشير د، نهي انها ليست مع التدخل الدولي حيث ان ذلك يؤدي الي شل الدولة وتشدد كذلك انها ليست من المؤيدين للمظاهرات والاعتصامات حتي لا تدخل الدولة في حرب اهلية، وتضيف ان حسن نصر الله امين عام حزب الله كان من ضمن اهدافه عدم توجيه السلاح في صدر لبناني وان السلاح يتوجه للعدو فقط، فدائما لبنان تدخل في صراعات داخلية، ولم تؤيد د. نهي موقف حزب الله في حصاره للحكومة اللبنانية، ولم تؤيد كذلك موقف الحكومة اللبنانية لاصرارها علي وجود لجنة تحقيق دولية لان ذلك يعتبر تدخلا في الشئون الداخلية للدولة، واوضحت انها ليست مؤيدة لرد فعل حسن نصر الله، وان الحل يكون بطريقة معتدلة، ويجب ان يكون هناك حل دبلوماسي عن طريق الحوار او عن طريق اللجوء لجامعة الدول العربية وتفعيل دورها ويمكن كذلك ان يكون للجمعية العامة للامم المتحدة دور من خلال الاتحاد من اجل السلم، حتي وان كان مجرد قرارات لاتحاد من اجل السلم وتوصيات وليست قرارات ملزمة تساعد علي التوصل لحل هذه الازمة.