ففي بادئ الأمر، وكعادته في مثل هذه الأحوال، رفض د. فوزي فهمي رئيس اللجنة بشكل قاطع وحاسم التعليق علي ردود الأفعال الغاضبة، والتي وصلت إلي حد اتهام اللجنة في مصداقيتها، وأكد إصراره علي عدم الإدلاء بأي تصريحات صحفية أو تليفزيونية، إلا أنه عاد وعلق بأن "لجنة المشاهدة لا دخل لها بحالة الغضب التي اعترت الفنانين من قريب أو بعيد".. وأضاف قائلا: لقد كلفنا السيد أنس الفقي وزير الإعلام بهذه المهمة، وباشرت اللجنة أعمالها بالفعل في شكل سري للغاية، وحرصت ومعي كل أعضاء اللجنة علي عدم الإدلاء بأي تفاصيل أو أحاديث أو حتي تصريحات إلي أن تنتهي اللجنة من أعمالها، وبالفعل قمنا بالمهمة في صمت، وعندما وصلنا إلي نقطة النهاية كتبنا التقارير اللازمة، وتم رفعها إلي وزير الإعلام، وعن هذا الحد انتهت مهمتنا، وانتهي دور اللجنة أما مسئولية، وضع الخريطة والعرض التليفزيوني فتقع علي عاتق قيادات ماسبيرو وليس اللجنة. د. فوزي فهمي رفض بشدة الادعاء بأن أحدا تدخل في أعمال اللجنة وأكد هذا بقوله: لم يتدخل مخلوق في عمل اللجنة، ولا الوزير نفسه، وأكرر أن هذا لم يحدث مطلقا؛ بدليل أن الوزير نفسه أكد علي عدم تدخله، وقال في تصريحات عديدة إن اللجنة لها مطلق الحرية في عملها، واختياراتها، وبالتالي فليس صحيحا ما يدعيه البعض حول وجود تدخلات من أي نوع وأرفض نبرة الهجوم التي تحملها تصريحات بعض الفنانين الذين استبعدت أعمالهم ضد اللجنة وأعضائها. الناقدة ماجدة موريس عضو اللجنة عقبت علي ما قاله د. فوزي فهمي بقولها: علي غير كل الادعاءات التي يطلقها البعض، فإنني أشهد أن عمل اللجنة تطور بشكل ملحوظ هذا العام، حيث تفادينا الثغرات والأخطاء التي كانت سائدة في الأعوام الماضية، وأتصور أن العام المقبل سيشهد نجاحا أكبر في العمل وتطورا ملحوظا في الأداء في ظل إصرار الوزير علي حيادية ونزاهة اللجنة، بدليل أن النجوم الكبار تحركوا من أنفسهم هذا العام للالتزام بشروط اللجنة وتقدموا بحلقاتهم العشرين في الموعد المحدد، ولوحظ أيضا أن الذين تعثروا منهم من قبل استعادوا بريقهم ومكانتهم، بعدما خشوا علي سمعتهم، وقدموا أعمالا جيدة، ووضعوا اللجنة في مأزق صعب، بعدما زادت نسبة الأعمال الجيدة، وبصعوبة بالغة نجحنا في اختيار الأفضل من بينها. ماجدة موريس علقت علي الضجة المثارة الآن بقولها: هناك سياسات معينة يختار المسئولون في التليفزيون المصري علي أساسها الأعمال الجيدة التي تتواكب وهذه السياسات، ومن حق الجمهور المصري أن يري أعمال النجوم الكبار علي الشاشات المصرية بدلا من البحث عنها في الفضائيات، لكن دور لجنة المشاهدة ينتهي عند الترشيح، وليس الاختيار النهائي ووضع الخريطة التي تضمن هذه الأعمال، فاللجنة مهمتها المشاهدة والتقييم وليس العرض. من ناحية أخري حسمت ماجدة موريس ما قيل عن استبعاد مسلسل "من أطلق الرصاص علي هند علام" بطولة نادية الجندي، ونفت تماما أن المسلسل عرض علي اللجنة، ولو حلقة واحدة منه، وبالتالي فلم يكن للجنة دخل في الرفض أو القبول، ولم يكن لها دخل فيما قيل عن استبعاده من العرض الرمضاني. وبمواجهة عضو لجنة المشاهدة الناقدة ماجدة موريس حول ما قالته إلهام شاهين بعد استبعاد مسلسل "أحلام لا تنام" بأن اللجنة كان عليها أن تراعي أن العمل الذي قامت ببطولته من إنتاج التليفزيون المصري دون وجود أية جهة إنتاجية أخري، الأمر الذي يعطيه الأولوية ردت ماجدة موريس بقولها: إلهام شاهين فنانة كبيرة، وهذه وجهة نظرها وحدها، لكن اللجنة لم تضع في اعتبارها ضرورة إعطاء الأولوية في العرض للمسلسلات المصرية الإنتاج، وهذه ليست قضيتنا، وإلهام اجتهدت لكن الرأي في النهاية لم يكن في صالح عرض مسلسلها في رمضان. قضية شائكة أخري تتعلق بعرض مسلسل "نور الصباح" بطولة ليلي علوي بمساندة وضغط من دوائر كثيرة، قالت ماجدة موريس: لا أظن أن شيئا من هذا حدث، ولجنة المشاهدة تضم لجانا كثيرة فرعية، ولا أحد يستطيع أن يضغط لتمرير مسلسل بعينه في ظل وجود أكثر من عضو في اللجنة. ومسلسل "نور الصباح" تحديدا حظي بثناء أعضاء اللجنة جميعا، وساد إجماع علي أنه عمل جيد بالفعل، وأنا مؤمنة بأن الأعمال الجيدة تفرض نفسها علي الناقد قبل المسئول. كان الفنان صلاح السعدني قد علق علي قرار استبعاد مسلسل "حارة الزعفراني" بقوله: هذا أمر اعتدته طوال الأعوام السابقة؛ فهذه ليست المرة الأولي التي لا يعرض لي عمل في رمضان، ولهذا لم أحزن، لأنني أصنع أعمالي بوعي وفهم وضمير، والحكم الوحيد علي هذه الأعمال الناس. ومن ناحيتي لا أعرف مطلقا سبيل أبواب المسئولين، ولا أطرق أبواب أحد منهم لأنني أكبر من هذا. وفي السياق ذاته علق د. سمير فرج مخرج مسلسل "حارة العوانس" عن حزنه لاستبعاد المسلسل من العرض الرمضاني، لكونه التجربة الأولي له كمخرج، وهو الذي عرف كمدير تصوير بارع، وإن عاد للقول "الأمل في الدش الذي دخل كل بيت".