في كل المراحيض العمومية المصرية سمة مميزة واحدة وهي الكتابة علي الحيطان والأبواب لدرجة انك بعد كام سنة صعب تعرف لون الحيطة الاساسي وكأن القذراة سمة في شعبنا لا يا سيدي دي مش قذارة ده اللي اسمه الكبت.. كبت حريات من البيت والجامعة ومن الحكومة ومن العيشة واللي عايشنها تلاقي واحد بيقول لواحدة سيبتيني ليه.. وده تعبير عن حريات فقدوها في الحياة العامة ولقوا في الحمام متنفسهم للحرية - يا لهوي علي تدابير القدر بقه الدنيا الحلوة دي كلهما مش عارفين نعبر فيها عن أفكارنا ورايحين في عين الحمام ونتصدر هاحكي حكايتي مع التدوين في الحمام يمكن أنا مش من هواة الكتابة في الحمامات بس من هواة القراءة والمتابعة الجيدة لكل الاصدارات الجديدة وخصوصا الحمامات اللي أنا متعود ادخلها كتير في الأماكن اللي بتردد عليها ووصل بيا الاعجاب لنقل بعض تلك الكتابات: أما تجربتي الوحيدة في التدوين الحمامي كانت من سبع سنين وأيامها كنت ساكن في المدينة الجامعية لقيت واحد كاتب رأي سياسي وراسم جنبيه شعار ليه باسم مستعار وشكله ما حدش رد راح كاتب تاني وراسم نفس الشعار وقايل "مفيش جريء يرد يا ولادال"....." كالعادة الصبح قبل ما انزل اصيع في الجامعة دخلت الحمام لقيت الكلام الحلو ده روحت رادد عليه وراسم شعار ليا وكاتب اسم "المقنع" وفضلت المبارزات بيننا خمس اسابيع هو يرد وأنا ارد وطبعا ظهر مشجعين للطرفين وفي يوم سيبتله رد قابلني عند مطعم الساعة الفولانية ووقفت استنيته وشوية ولقيت شريكي في الاوضه وزميل العمر جاي عليا - أيه يا ابني بتعمل أيه؟ - لا أبدا مستني الواحد اللي هابلني ده بقاله شهر - قلي وادمين - قلتله اللي بنراسل بعض أنا وهوه في الحمام - هوه أنت يا ابن ال"....." طبعا كان المفروض أعرف من زمان أنه هوه صاحبي وشريكي بس تعمل ايه بقه اصل صاحبي كان جبان وماتحلالوش الحرية إلا في الحمام