لم يكن هذا مطلبا لمواطني مصر المسيحيين وحدهم، بل هو أحد المطالب الرئيسية للنخبة المصرية بمفكريها وسياسييها الإصلاحيين وأدبائها ومثقفيها ومنظمات حقوق الإنسان، كل هؤلاء يعتبرون خانة الديانة في بطاقة الهوية المصرية، تمييزا للمواطنين علي أساس بعيد عن حقوق المواطنة، بما يمنح فرصة لإذكاء روح التعصب والتفرقة والفتنة.. في المقابل فإن الفريق المعارض لإلغاء خانة الديانة يحتج بأن إجراء كهذا من شأنه أن يثير غضب المسلمين الذين يخافون علي هويتهم، بل إنهم يتهمون جهات أجنبية بالوقوف وراء هذه الدعاوي التي اعتبروها مغرضة. "نهضة مصر الأسبوعي" تعيد فتح هذا الملف الشائك الذي يطرح نفسه بقوة عقب كل حدث من أحداث الفتنة الطائفية.. لم نشأ الانتظار حتي يقع حدث جديد، نناقش الأمر في هدوء ودون ضغوط، نفتح الباب أمام المؤيدين والمعارضين ربما نصل إلي صيغة جديدة واقتراحات تحل هذه الأزمة المستعصية. وتجيب عن السؤال هل حذف خانة الديانة من الرقم القومي وحدة وطنية أم فتنة طائفية جديدة؟ ذكر الديانات السماوية ضروري عندما ظهرت مشكلة البهائيين لاحظنا أن الكثيرين حاولوا استغلال هذه المشكلة لأغراض سياسية وعقائدية وحاولوا أيضا أن يطمسوا كلمة الإسلام وحذفها حتي من البطاقة ولكني أري أن الواقع والمنطق يقول إن بقاء خانة الديانة في البطاقة هو ضروري بالنسبة لمجتمعنا لأن ذكر الدين هو جزء من الهوية ولكن لا يعني ذلك أن تساوي الإسلام والمسيحية واليهودية كديانات منزلة ومعترف بها وجاء بها رسل بديانات أخري قامت علي الكذب والافتراء مثل البهائية. وأري أيضا ألا نترك الفرصة لمن يحاولون إثارة المشاكل وينادون بفكرة ذكر هذه الديانات في البطاقة وأن تتساوي بالإسلام فهذه الديانات غير محترمة وهي في الأساس ليست ديانات ولا يريد أصحابها مجرد ذكرها في البطاقة ولكنهم يريدون طمس الهوية الإسلامية التي يقوم عليها المجتمع وتمثل العمود الفقري لقيام هذا المجتمع. ولأننا لسنا من دعاة التعصب فإنني أؤكد أنه إذا توافرت النية للإبقاء علي هذه الخانة تحديدا ونحن بدورنا نطالب بذلك أن لا تدون أية ديانات فيها سوي الديانات الثلاث لأنها قامت علي رسالات منزلة من عند الله أما من يخترعون ديانات ويدعون أنها عقيدتهم فلابد أن نواجههم بكل حزم ونرفض ذلك تماما لأنها تسعي في الأساس إلي هدم المجتمع وطمس هويته.