اتقنا الوقوع في "فخ " السيرة الذاتية. مع ان الشخصيات ليست ملائكة لا فريق عمل مسلسل " السندريلا"، ولا ابطال مسلسل " امام الدعاة " معصومون.. ولا الشيخ الشعراوي نفسه. لكل نفس ما كسبت ، وعليها ما أكتسبت.. لكن السيناريست عاطف بشاي بدأ الترويج لفيلمه الجديد عن " السندريلا " بالتأكيد علي امجاد " سعاد حسني ". عاطف ربما يخشي رد فعل " جانجاه " اخت " السندريلا " ان كان ما يكتبه سيرة ذاتية حقيقية دون.. رتوش. معه حق. " فجنجاه" حفظت طريق المحاكم، وأتقنت ايقاف ما يتناول قصة حياة اختها من دراما. مع ان "جانجاه" لا تملك سعاد حسني. وتطابق اسم الاب في شهادة الميلاد لا يرتب الا حقوق الميراث .. لكن قصة حياة سعاد حسني او محمد عبد الوهاب لا تندرج تحت قواعد " المواريث الشرعية " لافراد العائلة. لا تحتفظ الاسرة - في الغالب- الا بالتفاصيل المبهجة ، مع ان الشخصيات المؤثرة جزء من مجتمع بتقلباته و انحناءاته. والذين تقلبوا واحبطوا واخطأوا ثم عادوا و لم يعودوا ليسوا فقط نكرات المصريين ، انما مشاهيرهم ايضا. احفاد الرسام العالمي " مايكل انجلو" لم يلجأوا للقضاء لوقف اعمالا فنية كثيرة تناولت " انجلو" كأنسان.. "انجلو" ليس له احفاد.. لانه لم يتزوج ، ولو كان لم تكن مجتمعاتهم لتمنحهم فرصة مقاضاة مؤلف.. او وقف مشروع منتج !! وعائلة "ليوناردو دافنشي " لم تؤجر محاميا يتقاضي اجره بالساعة لان " شفرة دافنشي " الرواية نسبت لجدهم الاكبر ما يمس الدين ، او تعمل علي تشويه ما تبقي لديهم من ذكري. اسم " دافنشي " الذي تحمله لليوم عائلة ايطالية كبيرة لم يتحول " لفرصة " يتكسب بها ورثته اموالا وشهرة. وعائلة "دافنشي " - في الوقت نفسه - ليست مادة خصبة لصحافة الغرب عمال علي بطّال. لا دافنشي ولا صوفيا لورين ملائكة مع المساحة الفارقة بين الاسمين. كتب "خريف الغضب " للاستاذ هيكل واسع الانتشار لليوم ، رغم ان شخصية الرئيس الراحل " انور السادات " لم تكن - فيما نزعم - بذلك السوء ، ولا شخصية الاستاذ هيكل - فيما نزعم ايضا - بتلك الروعة. وسعد باشا زغلول في مذكراته تعاطي مع" سعد زغلول" كما هو. لذلك ذكر جلساته الطويلة علي "موائد القمار" ، الي ان قرر زعماء الوفد الجدد استبعاد قصص " الطاولات الخضراء " من تاريخ الباشا - او حاولوا- علي حساب جلسات الوزارة ، او مناقشات اقرار الدستور. سيرة الزعيم "جمال عبد الناصر " مباحة " للتلطيش " ، لكن كل ما يتعلق " بالسندريلا " - مع الفارق بين الاسمان ايضا - تملك اختها جانجاه.. وحدها مفاتيحه. لمصطفي كامل - الزعيم - ما كسب وعليه ما أكتسب ، لكن" الساندريلا" في عرف اختها لم تكتسب شيئا. وشخصية الشيخ الشعراوي في مسلسل " امام الدعاه" لم ينقصها الا جناحان وهالة من نور لتطير وتحلق في سماء الملائكة ، كما حلق صاحبها - رحمه الله - في السيناريو في سماء المثالية الافلاطونية. صدق بعضنا هذا ، وانبهر اخرون !! وارادت اسرة الامام الراحل هذا. و ربما ناور المؤلف-بدوره- للافلات من ملاحقة قضائية تمنع مجرد الحديث عن تفاصيل " المشروع ". الفرنسيون لا يجدوا غضاضة في سيرة الفيلسوف الوجودي الرائع " جان بول سارتر " رغم انها مليئة "بالانسانيات ".. وابن ادم خطاء. والانجليز لا يرون في خروج احد ملوكهم عن الكنسية للزواج من حبيبته ما يشين. وفاروق ( شقيق سعاد حسني و جنجاه ونجاة ) الذي قبض عليه في احدي قضايا تزوير عملة ليس نقطة ضعف في قصة حياة " الساندريلا ". فافراد عائلة"سعاد" ليسوا من الملا ئكة المقربين.. رغم حملة احتكار" تاريخ العائلة " علي طريقة " اسمنت الدخيلة "!! لا روك هدسون ولا كلوديا كاردينالي ولا عمر الشريف كانوا ملائكة ، لكن " جانجاه " اخت " اخت القمر" ارادت للسندريلا - بالعافية - ان تكون!!