قد تكون هناك أوجه تشابه بين الفريق الذي نزل أرض الملعب باستاد مدينة لايبزج الالمانية مساء يوم الاحد الماضي ليواجه منتخب كوريا الجنوبية في إطار منافسات المجموعة السابعة ببطولة كأس العالم 2006 المقامة حاليا بألمانيا وبين ذلك الفريق الذي لعب وفاز ببطولة كأس العالم 1998 بفرنسا.. إلا نه يبدو أن التشابه موجود علي الورق فقط أما بالنسبة للعب فإن المنتخب الفرنسي الحالي لايمت بصلة لذلك الفريق الذي كان أداؤه سلب الوجدان قبل ثمانية أعوام. المنتخب الفرنسي لم ينجح في تحقيق نتيجة أفضل من التعادل 1/1 مع منتخب كوريا الجنوبية بل وكان محظوظا لعدم دخول مرماه هدف ثان بعدما سجل بارك جو سونج هدف التعادل الكوري في الدقيقة 81 من المباراة عقب تقدم فرنسا بقدم تييري هنري في الدقيقة التاسعة من اللقاء.. ولم يكن من المفاجئ أن يتوجه لاعبو كوريا الجنوبية الي جماهيرهم في المدرجات لشكرهم علي تشجيعهم المثالي لهم طوال المباراة في الوقت الذي أسرع فيه لاعبو فرنسا إلي خارج الملعب بمجرد إطلاق الحكم المكسيكي صفارة نهاية المباراة. كان من بين الفريق الفرنسي الذي تعادل مع كوريا الجنوبية ستة لاعبين من منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم عام 1998 وجميعهم باستثناء المهاجمين تييري هنري وديفيد تريزيجيه لعبوا نهائي تلك البطولة أمام البرازيل عندما فازت فرنسا 3/صفر. بعد التعادل مع كوريا الجنوبية ارتفع رصيد فرنسا بالمجموعة السابعة الي نقطتين فقد مما يعني انها اصبحت قريبة جدا من الخروج مجددا من الدور الاول للبطولة مثلما حدث في بطولة كأس العالم السابقة عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان حيث كانت فرنسا اول بطلة في تاريخ كأس العالم تخرج من البطولة دون احراز هدف واحد. من المؤكد أن مدرب فرنسا ريمون دومينيك سيتعرض لضغوط شديدة بعد التعادل حيث تستعد وسائل الاعلام الفرنسية ليوم طويل من الهجوم والانتقادات بسبب اداء المنتخب الفرنسي في نهائيات ألمانيا.. ويتعرض دومينيك بالفعل للعديد من الانتقادات بسبب تمسكه بالعديد من اللاعبين من الجيل الذهبي للكرة الفرنسية الذي لم يكتف باحراز لقب العالم قبل سنوات وانما اضافوا له لقب اوروبا ايضا. الا ان هذا كان قبل ثمانية اعوام واغلب اللاعبين الباقين من هذه الايام ومازالوا يلعبون في صفوف المنتخب الفرنسي باتوا علي أعتاب النطق بكلمة الوداع للبساط الاخضر فقد اصبحوا اكبر سنا الان بثمانية اعوام حتي ان اصغراللاعبين الفرنسيين في التشكيل الاساسي لفرنسا بالامس كان فلوران مالودا 26 عاما.. ولايوجد من يستطيع تجسيد الفرق الشاسع بين فرنسا القديمة والحالية أكثر من النجم زين الدين زيدان الذي قاد بهدفيه الرائعين في نهائي 1998 فرنسا لتحقيق أكبر إنجاز كروي في تاريخها. لكن زيدان لم يكن في مباراة كوريا الجنوبية أكثر من مجرد شبح لما كان عليه في الماضي وعندما حصل اللاعب علي إنذار في الشوط الثاني من المباراة عرف النجم الكبير انه لن يشارك في مباراة فرنسا التالية بالدور الاول امام توجو مما يعني ان مباراة كوريا ربما تكون الاخيرة بالنسبة له في ملاعب كرة القدم.. وكان زيدان قد اعلن قبل انطلاق بطولة كأس العالم ان هذه البطولة ستكون اخر عهده بكرة القدم كلاعب علي المستويين الدولي والمحلي. إلا أن دومينيك رفض ما يتردد عن خوض زيدان لمباراته الاخيرة علي الاطلاق حيث رد علي سؤال احد الصفحيين قائلا "إنك تسألني هذا السؤال لانك متشائم اما أنا فمتفائل. وأعرف اننا سنلعب علي الاقل مباراة اخري بعد مباراة توجو.. وأشار دومينيك الي ان فرنسا قادرة علي التحكم بمصيرها وقال "لايوجد ما يدعو للتفكير في اننا لن نهزم توجو.. إنه امر بسيط اذا فزنا عليهم بهدفين للاشئ سنتأهل للدور التالي بغض النظر عن نتيجة مباراة كوريا الجنوبية مع سويسرا. كما أعرب باتريك فييرا أحد لاعبي جيل 1998 هو الاخر عن ثقته في تأهل فرنسا للدور التالي بكأس العالم.. وقال فييرا "إننا فريق قوي واعتقد اننا سنكون اقوي من توجو بكثير.. فقد خلقنا العديد من الفرص امام كوريا الجنوبية.. وكانت المشكلة اننا عجزنا عن التسجيل"... واوضح فييرا الذي لم يحتسب له هدف صحيح في مباراة كوريا لان حكم المباراة لم ير الكرة وهي تعبر خط المرمي انه لايمكن القاء لوم تعادل فرنسا علي الحكم واضاف "يجب ان نتحمل نحن اللوم.. فقد سنحت لنا فرص عدة وفرضنا سيطرتنا علي أغلب فترات المباراة".