رحم الله العندليب الأسمر حين غني "عيش أيامك عيش لياليك خلي شبابك يفرح بيك" "ضحك ولعب وجد وحب" وما أجمل الحياة بهذا المزيج من تلك العناصر. ونحن اليوم نشاهد أفراح كأس العالم ويبهرنا هذا العرس الجميل يجب ان نعلم بأن هذا العرس بكل ما فيه من متعة وجمال ومكاسب مادية وسياسية ومعنوية انما هو نتاج ذلك التمازج والتناغم والانسجام بين العلم والتقنية من ناحية والجمال والفن من ناحية أخري ليخرج هذا العرس الكروي بهذا الابهار الخاطف للابصار وتلك المكاسب بدون ان يخدمه العلم وان ترفع من قيمته التقنية العالية في آلات التصوير وتسخير الاقمار الصناعية لنقل هذا الحدث لكل سكان المعمورة. وهذه الانشاءات من الملاعب والفنادق المجهزة والاماكن المعدة جيدا لوسائل الاعلام وحتي الكرة نفسها تستفيد في تصميمها بأحدث ما وصل اليه العلم من تقنية. وقبل كل هذا الاخلاق التي يلتزم بها اصحابها من احترام الوقت وعدم مضيعته فيما لا يفيد والالتزام الجاد في كل ميادين الحياة وعدم الركن الي امجاد الاجداد أو الاكتفاء بالتغني بهذه الأمجاد حتي تفقد معناها وخاصة اذا خرجت من افواه لعقول خاوية وسواعد ضعيفة لم تحقق أي مجد ولا حتي حافظت علي موروثها الحضاري من المجد ان اجمل ما يمتعك في هذا المونديال ان تشاهد لعب هؤلاء ولكن ادعوك لتفكر قليلا ونتساءل اذا كان هذا حال لعبهم فكيف بحال جدهم؟ ولتعلم دائما ان اللعب يأخذ مرحلة أخيرة في ترتيب أولويات الشعوب والأمم التي تريد ان تحيا الحياة بأركانها الجد والحب والضحك واللعب. واخشي ان يخرج علينا المشتغلون باللعب في بلادنا ليصوروا لنا ان هذه الشعوب تحيا فقط باللعب وتحقق امجادها باللعب وسيقصون علينا بعض الاحصائيات وهم ادق في تسجيلها ممن صنعوها. وسيتحدثون ويتغنون بالملايين أو المليارات مكاسب هذا العرس، وسينسون أو يتناسون ان اساس هذا العرس هو الجد قبل اللعب فولا العلم والتقنية العالية والتمسك بخلق التفوق وارادة تحقيق الذات ما كان لهذا العرس شأن ولا قامت له قائمة. فلا يمكن ان نتخيل هذا العرس في بلد مازالت تبحث عن رغيف خبز آدمي أو شربه ماء تصلح للبشر أو بنية أساسية يتحرك عليها هذا العرس. ويضيع اعلامه ومفكروه وقتهم ووقت من يشاهدونهم في قضايا عفا عليها الزمن. واني اتذكر هنا ان نجوم "صفر المونديال" قد عادوا من جديد ليصبحوا نجوم شاشات التليفزيون يتحدثون عن قضايا الوطن وكأن نساء هذا البلد عقمن ان يلدن غير هؤلاء النجوم.