مع انقضاء زيارة ايهود اولمرت الي واشنطن، في الاسبوع الماضي، أراد مستشاروه أن يخلقوا في اسرائيل انطباعا أن الرئيس بوش يظهر العطف علي خطة الانفصال. وقد أشاروا كدليل علي ذلك الي أن الرئيس قد عرّفها أنها جريئة. بيد أنه في حديث اسرائيلي، قال جمهوري رفيع، إنه لا وزن لهذا القول. المقبول أن الرئيس يختار بحرص كلماته ولو كان شايع وقبل الخطة لكان وجد كلمات للتعبير عن ذلك. الاعلام الامريكي ايضا مثل نيويورك تايمز و واشنطن بوست تطرق بنقدية كبيرة الي أفكار رئيس الحكومة الجديدة، وبالأساس الي نية اسرائيل ضم مناطق في الضفة الغربية من طرف واحد. أثارت انتباها خاصا مقالة جيمس وولسي، الذي كان فيما مضي رئيسا ل سي.آي.ايه، والتي نشرت في وول ستريت. يقول وولسي إن ما يحدث اليوم في منطقة قطاع غزة بعد الانفصال يشبه الصفر بالقياس الي ما قد يحدث في الضفة الغربية اذا ما حُققت خطة الانطواء. يشير الي خطر اقامة دولة ارهابية في المناطق التي ستُخلي، والتي قد تُعرض منها منظمات متشددة تجمعات سكانية وأهدافا حيوية في اسرائيل للخطر وأن تهدد ايضا استقرار الاردن. كان يبدو الي الآن أن خطة الانطواء تتمتع في اسرائيل بتأييد عام ملحوظ، وأنه لا اعتراض عليها تقريبا، ما عدا احزاب اليمين. لكن سُمعت في هذا الاسبوع اصوات جديدة. تطرق اثنان الي هذا الموضوع، وقد تُعاظم اقوالهما الجدل الداخلي في الموضوع. قال رئيس الدولة، موشيه قصاب، في تطرقه الي فكرة الانسحاب من طرف واحد إن الاسئلة ثقلت والأخطار كثيرة. وأكد الحاجة الي الحذر في خطواتنا حذرا كبيرا لئلا تُمس المصالح الاسرائيلية الحيوية عندما توزن خطة الانطواء. في المقابلة الصحفية التي منحها اللواء (احتياط) غيورا آيلاند، لآري شبيط، قال إن الانفصال من قطاع غزة كان في رأيه، اضاعة فرصة تاريخية عظيمة ولم يسهم في شيء لحل النزاع. وكذلك رسم صورة مقلقة، تستحق الفحص عنها في مستوي رسمي، عن طريقة اتخاذ القرارات التي سبقت الانفصال. فكما قال لم يكن نقاش مرتب لسؤال هل الانفصال هو اجراء صحيح. يحذر آيلاند، الذي استقال في هذه الايام من عمله كرئيس لمجلس الأمن القومي من خطة الانطواء ايضا، التي ستُسبب، بحسب تصوره، عدم استقرار متواصلا. اذا ما بقي الجيش الاسرائيلي في المنطقة المُخلاة لأهداف الحماية كما قال، فسيستمر الاحتكاك مع الفلسطينيين وستواجه اسرائيل مطلبا دوليا للانسحاب التام، واذا ما أخلي الجيش الاسرائيلي المنطقة، كما خرج من قطاع غزة، فستنشأ مشكلات أمنية لم تعرف اسرائيل لها نظيرا. في الاسبوع الماضي أعلن اولمرت في مقابلة صحفية قائلا: فيما يتعلق بخطتي السياسية لن يوقفني شيء. يجب علي رئيس الحكومة، بالطبع، أن يعمل بأية طريقة ليجد حلا سياسيا، لحسم النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، لكن قوله هذا غامض. عليه كسياسي ذي خبرة بالذات أن يقف وأن يفحص من جديد خطته