إذا ما تحدثت مع مديري الحملات الانتخابية في الحزبين "الديمقراطي" و"الجمهوري" فستسمع مراراً وتكراراً أن فرص "هيلاري رودهام كلينتون" في كسب ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة تكاد تكون مؤكدة. ومعظم المديرين ومعهم بعض الأعضاء المخضرمين في الحزبين يتحدثون عن الأمر وكأن هناك حتمية لصعود هيلاري إلي قمة لائحة الترشيح. وقد قال لي عضو ديمقراطي بارز طلب عدم ذكر اسمه يوم الأربعاء الماضي: "إنني أعتقد أنها قد أصبحت مرشحة حتمية للانتخابات القادمة أو شيئاً قريباً للغاية من ذلك". وهيلاري كلينتون لم تعلن بشكل صريح أنها سترشح نفسها لانتخابات الرئاسة، ولكن هؤلاء الذين يعتقدون أن فرصتها في الترشيح قوية، قد يكون لديهم سبب قوي يدعوهم للاعتقاد بأنها يجب أن تفعل ذلك: فهي تمتلك موارد مادية كبيرة بالإضافة إلي الشهرة التي تحظي بها والتي لا تقل عن شهرة نجوم هوليوود. علاوة علي ذلك فإن ترشيح هيلاري، سيجد تأييداً كبيراً من شرائح عديدة تنظر بشكل إيجابي إلي السيناتورة وزوجها، مثل العمال، والمدافعين عن حق الإجهاض، والمنظمات البيئية، والجماعات الأخري التي تسعي لتحقيق مصالحها مثل السود وغيرهم من الأقليات. وهناك بعد ذلك، السمات التي ستجلبها هيلاري معها للسباق الانتخابي فهي امرأة ذكية، ولديها مقدرة كبيرة علي العمل، ومنضبطة، وجسورة. وحول هذه النقطة يقول أحد المراقبين: "عندما تبدأ الانتخابات فسيكتشف الكثير من الناخبين أنها تمتلك مواهب تفوق تلك الموجودة لدي المرشحين الآخرين". وبالإضافة إلي ذلك تمتلك هيلاري ميزة أخري وهي أن زوجها بيل كلينتون هو أكثر مديري الحملات الانتخابية موهبة، وأكثرهم اتصالاً بذوي النفوذ في أمريكا. وبناء علي ما تقدم، يتبين لنا بوضوح أن مزايا هيلاري رودهام كلينتون المعروفة هائلة.. ولكنني مع ذلك لن أقوم بوضعها علي رأس المرشحين.. لماذا؟ هناك عدة ظواهر تدفعني إلي قول ذلك، منها استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة "دبليو. إن. بي. سي- ماريست" والذي تبين منه أن هناك 60 في المئة من الأميركيين المقيدين في جداول الانتخابات بالولاية الأم التي تنتمي إليها هيلاري وهي ولاية نيويورك، يعتقدون أنها ستشارك في تلك الانتخابات كمرشحة لمنصب الرئاسة عن الحزب، ولكن 66 في المئة من هؤلاء قالوا أيضاً إنها لن تنتخب رئيسة للبلاد. وليس هذا فحسب بل تبين أيضاً من ذلك الاستطلاع أن الناخبين الديمقراطيين أنفسهم يتشككون في إمكانية حدوث ذلك، حيث قال 75 في المئة من الديمقراطيين الذين استطلعت آراؤهم إنه ليس من المرجح كثيراً، أو ليس من المرجح علي الإطلاق، أن هيلاري سُتنتخب كرئيسة. وكون هذه النتائج هي لاستطلاع أجري في ولاية نيويورك المعروف أنها ولاية ذات أغلبية ديمقراطية كاسحة، وتحظي فيها هيلاري كلينتون بشعبية كبيرة، يوفر أسبابا كافية للقلق، ويدعو هيلاري نفسها -كما قال مدير المؤسسة التي أجرت الاستطلاع- إلي "إجراء بعض الإصلاحات" حتي تزيد من حظوظها الانتخابية. ولا يقتصر الأمر علي هذا حيث تعاني هيلاري من مشكلات أخري كذلك: فالناخبون الديمقراطيون الذين طفح بهم الكيل من سياسات بوش، وعدم كفاءته، سيتطلعون إلي زعامة حقيقية عندما يحين موعد الانتخابات. وعندما يحين موعد المعركة الانتخابية بالفعل، فإن الموضوع الأكثر صعوبة الذي سيواجه هيلاري كلينتون قد يكون الموضوع الذي لم يحظَ حتي الآن سوي بأقل قدر من الاهتمام. فهي إذا ما قررت خوض السباق الانتخابي وتم اختيارها من قبل حزبها، فإن هناك نقطة ستعيقها هي مسألة الجنس أو كونها امرأة. وإذا كان هناك شخص يعتقد أنه ليس من الصعوبة أن تفوز امرأة بمنصب رئيسة الولاياتالمتحدة، فإنني أنصحه بأن يذهب إلي منزله، ويستسلم لغفوة قصيرة ثم ينهض بعدها منتعشاً، ثم يعيد التفكير في ذلك. إن حقيقة أنها امرأة سيكلفها الكثير. كم بالضبط؟ لا أدري.. فهذا أمر مفتوح للتخمين من قبل الجميع وإن كان هناك من يقول إنه إذا ما كان السباق الانتخابي حامياً فإن تلك الخسارة قد تتراوح ما بين اثنين في المئة أو أربعة في المئة من مجموع النقاط.