قبل اسبوعين فقط تعلقت آمال ثلاث دول علي اكتاف لاعب واحد هو الارجنتيني خوان رومان ريكيلمي نجم خط وسط منتخب بلاده وفريق فياريال الاسباني لكرة القدم وفي لحظة واحدة اصاب ريكيلمي احدي هذه الدول بالسكتة وانعش آمال الاخري بينما وضع الدولة الثالثة في حيرة وشكوك وقلق. عندما احتسب الحكم الذي ادار لقاء الاياب بين فياريال وارسنال الانجليزي في دوري ابطال اوروبا ضربة جزاء لفياريال وتقدم ريكيلمي لتسديدها تجددت آمال الاسبان في الفوز علي ارسنال والتأهل لنهائي دوري ابطال اوروبا للمرة الاولي في التاريخ وبدأت الجماهير الاسبانية في المدرجات تمني نفسها بنهائي اسباني خالص للبطولة الاوروبية ولكن ريكيلمي (27 سنة) بدد هذه الامال وادخل الاحزان في نفوس الاسبان عندما أخفق في تجسيل الهدف في شباك الالماني الدولي ينز ليمان حارس مرمي ارسنال.. وفي نفس الوقت ادخل السعادة في نفوس الانجليز بعد ان اصبح لهم طرف في النهائي حيث يخوض ارسنال المباراة النهائية للمرة الاولي في تاريخه. وفي الوقت الذي تباينت فيه المشاعر في انجلتراواسبانيا كان الوضع مختلفا تماما في الارجنتين حيث سيطر القلق والخوف علي جماهير التانجو الارجنتيني بعد ان رأت أبرز نجومها واللاعب الذي يبني عليه خوسيه بيكرمان المدير الفني للمنتخب الارجنتيني خطته في مباريات المنتخب وهو يسقط في اختبار الاعصاب الذي لا يقل اهمية بأي حال من الاحوال عن اختبار المهارة خاصة اذا كان ذلك قبل اسابيع قليلة من نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا التي يضع فيها راقصو التانجو املا كبيرا علي ريكيلمي والشاب ليونيل ميسي ليعوضا الفريق عن امثال مارادونا وبروتشاجا وجابرييل باتيستوتا. ولسوء حظ ريكيلمي ان ليمان توقع بطريقة صائبة المكان الذي سيسدد فيه نجم الارجنتين الكرة لتشتعل الاحتفالات في انجلترا وتخيم الاحزان علي اجواء الحياة في اسبانيا ويدب الشك في نفوس الملايين بالارجنتين ليصبح ريكيلمي هو حديث الساعة في الارجنتين بعد ان كان كلمة السر في اطمئنان جماهير التانجو. وفي الوقت الذي اشاد فيه الكثيرون بمهارة ريكيلمي التي كانت احد اسرار تأهل فياريال الي المربع الذهبي للبطولة الاوروبية ليكون اعظم انجازات النادي علي الاطلاق اتجه عدد آخر الي الانتقادات سواء لضربة الجزاء التي اهدرها لفياريال واضاع معها الحلم الاسباني او لافتقاد اللاعب الي السرعة المطلوبة في الاداء والتي يحتاجها اللاعب الدولي.. ولكن يظل شئ واحد فقط يجمع عليه جميع الارجنتينيين وهو ان ريكيلمي الذي قضي من قبل فترة مخيبة للامال في صفوف برشلونة الاسباني قبل الانتقال الي فياريال سيظل رمانة الميزان وترمومتر اداء المنتخب الارجنتيني في مونديال 2006. من المؤكد ان هذا الموقف ليس بداية الجدل حول ريكيلمي كما انه ليس اول المواقف المثيرة التي يتعرض لها اللاعب فقد انضم ريكيلمي للمرة الأولي الي المنتخب الارجنتيني في عام 1997 تحت قيادة المدير الفني السابق للفريق دانييل باساريلا ولكن باساريلا او خليفته في تدريب الفريق مارسيلو بييلسا لم يمنحا الفريق الفرصة للمشاركة بانتظام في التشكيل الاساسي. اما بيكرمان فلم يضع الوقت في اختيار ريكيلمي كحجر الزاوية في تشكيلته الاساسية للمنتخب الارجنتيني المجدد بعد استقالة بييلسا في اعقاب الفوز بذهبية لعبة كرة القدم في اولمبياد اثينا 2004.. ونال ريكيلمي استحسان بيكرمان الذي فضله علي لاعبين مثل بابلو ايمار وخوان سيباستيان فيرون.. وفي ظل ذلك كان الجدل الاول الذي عاني منه ريكيلمي هو الاختلاف حول اعتماد بيكرمان بشكل اساسي عليه دون باقي زملائه.. وتساءل رجال الصحافة في الارجنتين عن جدوي وضع هذا الحمل الكبير علي اكتاف لاعب واحد خاصة وانه عندما يكون ريكيلمي في حالته الطبيعية يظهر الفريق في اعلي مستوياته ولكن ما من احد يعرف ماذا سيفعل الفريق اذا ظهر ريكيلمي بمستوي متواضع في اي مباراة او غاب عن صفوف الارجنتين في المونديال لاي سبب.. اما الجدل الاخر فكان حول سرعته في الملعب وهو ما كان محل دفاع بيكرمان حيث قال ان الكرة هي التي تكون في حاجة للتحرك بسرعة وليس بالضرورة ان يكون اللاعب من العدائين. وترجع ثقة بيكرمان المطلقة في ريكيلمي علي انه كان من العناصر الاساسية التي اعتمد عليها الفريق في فوزه 3/1 علي منافسه العنيد البرازيلي في تصفيات امريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم بالاضافة الي قيادته للفريق الي نهائي كأس العالم للقارات 2005 بألمانيا اضافة الي قيادة الفريق بنجاح لنهائيات مونديال 2006. وسجل ريكيلمي ثلاثة اهداف للمنتخب الارجنتيني في ثماني مباريات خاضها معه في رحلة التصفيات الطويلة لمونديال 2006 وفاز الفريق في خمس مباريات من بين هذه المباريات الثماني بينما تعادل في اثنتين وخسر في واحدة فقط علما بأنه خاض عشر مباريات اخري في التصفيات.. وفي كأس العالم للقارات لمع ريكيلمي بشكل اكبر وشارك في جميع المباريات الخمس التي خاضها الفريق في البطولة وسجل خلالها ثلاثة اهداف ونال الحذاء الذهبي باعتباره ثاني افضل لاعب في البطولة. وبعيدا عن ضربة الجزاء التي اهدرها ريكيلمي في قبل نهائي دوري ابطال اوروبا تؤكد جميع الاحصائيات انه لاعب فذ ولذلك لم يتأخر خورخي فالدانو نجم المنتخب الارجنتيني الفائز بلقب كأس العالم 1986 عن الاشادة باللاعب ومهارته واهميته داخل المستطيل الاخضر ولم يتوان الاسطورة مارادونا في التصديق علي هذه الاشادة والتأكيد علي انه من ابرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم الارجنتينية.