بينما يفترض أن تتكاتف الأيدي وتتعاون من أجل النهوض بالإذاعة المصرية التي تسيدت يوما الإعلام ليس علي الصعيد المصري فحسب وإنما علي مستوي العالم العربي كله، قبل أن تفقد ريادتها وتاهت معالمها في عصر السماوات المفتوحة، إذ بهذه الأيادي تتصارع وتلاكم بعضها البعض في جو يفتقد معني وروح الأسرة الواحدة خاصة بين القيادات الإذاعية وهو ما ينذر بالخطر.. ويستدعي وقفة من إيناس جوهر رئيس الإذاعة لتؤلف بين قلوب هذه القيادات التي يجب أن تعلم أنها في قارب واحد، إذا غرق فلن ينجو أحد!! والأمثلة علي هذا كثيرة نذكر منها ما حدث مؤخرا، حين تلقت إيناس جوهر تهنئة من هالة حشيش رئيس قناة النيل للأخبار علي الجهد اذي بذلته الإذاعة وتجاوبها الفوري مع الحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع في دهب وتصادف وقوعه مع الاحتفال بيوم شم النسيم، فالشبكات الإذاعية كانت قد أعدت خرائط برامجية خصيصا لهذا اليوم مليذة بالبرامج الخفيفة والفكاهية والأغاني المرحة، لكنها تداركت الأمر فورا ولجأت إلي استبدال الخريطة بأغاني وطنية ودينية ومجموعة من البرامج الحية لتغطية هذا الحادث الغاشم، وبدورها أثنت إيناس جوهر رئيس الإذاعة علي هذا الجهد والسرعة، لكن الغريب هنا أن عددا من المسئولين والقيادات بالإذاعة سارعوا بنسب هذا النجاح لشخصهم دون التلميح لمجهودات الآخرين (!!) فقد أكدت انتصار شلبي رئيس شبكة الشرق الأوسط أنها في هذا اليوم كانت رئيس الإذاعة المناوب وعلمت من خلال التليفزيون أن هناك حادثا إرهابيا وقع في مصر وتحديدا علي شريط الأخبار لإحدي القنوات الفضائية العربية، وكان الأمر مازال تكهنا، وعلي الفور قامت بإبلاغ ستوديو الهواء بضرورة تخفيف برامج المنوعات، وإذاعة أغان وطنية تحسبا لأن يكون الخبر صحيحا وبعدما تأكدت من الخبر بعد أن أذاعه التليفزيون المصري قامت علي الفور بالاتصال بالتنسيق لإعادة وتغيير خريطة البرامج وإذاعة ما يتناسب مع هذا الحدث، ثم قامت بتبليغ كل المسئولين بهذا النبأ المشئوم ليقوموا بالتغطية اللازمة لهذا الحادث. وبالطبع لم يلق هذا الكلام القبول لدي إسماعيل الششتاوي رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية، الذي أكد ل "نهضة مصر" أن رجاله في إذاعة جنوبسيناء وأيضا شمال سيناء كان لهم السبق في الإعلان عن هذا الحادث قبل أي وسيلة إعلامية أخري. وأضاف الششتاوي متحدياً: أنا مسئول عن كلامي ولغة الأرقام لا تكذب، ففور وقوع حادثي الإرهاب في دهب ومطار الجورة توجه الزملاء في إذاعتي شمال وجنوبسيناء لموقع الحادث وقاموا بإبلاغ المسئولين في الإذاعة هنا في القاهرة بل قاموا بإمداد الأخبار المسموعة بالتقارير والتغطية الفورية، ولم يقتصر دور الزملاء علي التغطية الإعلامية في منطقتها بل أمدوا الشبكات الإذاعية كلها بما تحتاجه، وغير صحيح أن الإذاعة تلقت الخبر من التليفزيون وأنا أتحمل مسئولية كلامي بل رجالي هم الذين أبلغوا المسئولين ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بالتغطية الإخبارية الفورية وأجروا لقاءات من مكان الحدث مع كل المسئولين ولابد أن ينسب النجاح لأصحابه. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بعد أن نفي ممدوح سعد رئيس الإدارة المركزية للأخبار المسموعة صحة هذا الكلام جملة وتفصيلاً وقال: لقد تلقيت التهنئة من قبل إيناس جوهر رئيس الإذاعة حيث قالت لي أحييك علي تغطية حادث دهب ولكننا نعمل في صمت دون الحاجة إلي تسليط الأضواء علينا، فقد تلقينا الخبر من وكالة رويترز وعلي الفور قمنا بإذاعته ثم أجرينا حديثين في فتراتنا الإخبارية مع محافظ جنوبسيناء وكانت لنا متابعتنا الحية من موقع الحدث من خلال مراسلينا وأجرينا حوارات علي الهواء مع المتحدث الرسمي لوزير الصحة والمسئولين والهلال الأحمر وكل الأطراف الموجودة. ونفي سعد اعتماده علي مذيعين إذاعة العريش والطور وقال: - للأسف الشديد أنا لا أستطيع الاعتماد علي مراسلي ومذيعي جنوبسيناء أو شمالها وربما حدث هذا في مرحلة لاحقة للحدث ولكن في التغطية اللحظية لا يمكن أن أستعين بهؤلاء لأن أمامي مصادر ومسئولين أجري معهم لقاءات فورية وعلي الهواء ولدي مراسلون ولست بحاجة إلي الاعتماد علي مذيعي الإذاعة الإقليمية إلا إذا أردت أن أحصل علي تطورات الأمر فيما بعد. ويكفي أننا الذين أمددنا شبكة الأخبار المتخصصة بالأخبار الفورية بالإضافة إلي إمداد 6 شبكات بالنشرات الإخبارية والمتابعات الفورية وهم الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب والشباب والرياضة والبرنامج الأوروبي المحلي بالشبكة الثقافية وشبكة الإذاعات الموجهة أي انني جهة إمداد بالمعلومات ولست متلقيها. واستطرد ممدوح سعد رئيس الإدارة المركزية للأخبار المسموعة: مفترض أن تعلم كل جهة اختصاصها ومسئولياتها دون التعدي علي مسئولية الآخرين أو التقليل من منجزهم، فنحن مكملون لبعض ولا نتنافي وما يحدث غريب وليس له أي مبرر مقنع.