خصصت "واشنطن بوست" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي للتعليق علي زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية ونظيرها البريطاني إلي العراق، للضغط علي ساسة هذا البلد من أجل تشكيل حكومة جديدة. الضغوط الأمريكية والبريطانية جاءت في وقت متأخر، وعلي رغم أهمية التوصل إلي اتفاق سياسي بين العراقيين، اتخذت إدارة بوش موقفاً سلبياً، اعتمدت فيه بالكامل علي سفيرها زلماي خليل زاد. كوندوليزا رايس وجدت أن الساسة الذين التقتهم تفهموا رسالتها واتخذوا خطوة في سبيل تدشين حكومة وحدة وطنية، تمثلت في إنشاء مجلس أمن وطني يضم كل الأطياف العراقية، ومع ذلك لا توجد أية مؤشرات علي تجاوز معضلة اختيار رئيس وزراء جديد بدلاً من إبراهيم الجعفري الذي يرفض التخلي عن منصبه، كما لا توجد آلية مؤسسية لدي التحالف الشيعي لاستبداله، وهو ما يثير مخاوف عديدة من أن حدوث خلافات بين الأحزاب الشيعية سيسفر عن موجة عنف تفاقم التوتر القائم أصلاً في الشارع العراقي. "رايس" و"سترو" أنهيا زيارتهما إلي العراق علي أمل أن يمارس المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني نفوذه لإنهاء صراع السلطة في بلاد الرافدين، ما يعني أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا بما لديهما من قوات منتشرة في ربوع العراق ليس بمقدورهما ممارسة ضغط كافٍ علي الشيعة كي يقوموا بتغيير الموقف السياسي في البلاد من تلقاء أنفسهم. الصحيفة طرحت إمكانية تطبيق فكرة زلماي خليل زاد المتمثلة في عقد مؤتمر خارج العراق يضم كافة الأطياف في بلاد الرافدين، وهذا النوع من المؤتمرات تم تطبيقه سابقاً في الحرب الأهلية اللبنانية وفي حرب البوسنة، وذلك إضافة إلي "مجموعات الاتصال" التي استخدمتها واشنطن في أزمات سابقة. وإذا كانت هذه الخيارات صعبة بالنسبة للعراقيين، فلا تزال ثمة مدعاة لتجريبها.