(.. اكتشفت أن الإصلاح في الحزب عملية تجميل وأنه خدم الإخوان بمطاردة القوي السياسية الأخري.. والاستقالة تمنحني حرية الانضمام لحركة أو حزب جديد يملأ الفراغ بين الوطني والجماعة) في مفاجأة من العيار الثقيل قدم الدكتور اسامة الغزالي حرب استقالته من أمانة السياسات.. الاستقالة التي قدمها الدكتور الغزالي للأمين العام للحزب صفوت الشريف تضمنت سببين الأول انه دخل الحزب الوطني علي اساس ان يكون جزءا من برنامج اصلاحي لكنه يري ان هذا البرنامج لا يسير بالقدر والسرعة المطلوبة بما يجعله شبه متعثر، والثاني انه كان يمارس نشاطه داخل الحزب من خلال حضور اجتماعات المجلس الاعلي للسياسات وامانة السياسات لكنه كان مجرد حضور ولم تكن هناك وسيلة يستفيد بها الحزب من طاقات اعضاء الامانة. الغزالي ارسل نسخة من الاستقالة بخطاب خاص الي جمال مبارك امين السياسات واكد الغزالي ان ما جاء في استقالته يمثل بالفعل ما واجهه داخل الحزب الوطني رغم ما تضمه امانة السياسات من عقول واشخاص لديهم ما يمكن ان يقدموه للحزب، واضاف انه لم يتعرض لاي ضغوط أدت الي هذه الاستقالة وانما جاءت برغبة شخصية حتي يكون حرا في تحركاته فقد عاني الفترة الماضية من انه كلما يتحدث بحرية او ينتقد بعض قرارات او تحركات الحزب يحسبها البعض علي انها انتقادات مقصودة ومتفق عليها مع الحزب. وقال الغزالي ان سببا اساسيا آخر لاستقالته وهو ان هناك جهودا تتم الان لتكوين حركة سياسية او حزب يملأ الفراغ الموجود في الساحة بين الحزب الوطني والاخوان ومن المفيد ان يشارك فيها لانها ستلعب دورا مهما في الفترة القادمة في تحقيق التوازن فليس من المعقول ان تنحصر الحياة السياسية في مصر بين الوطني والاخوان. الغزالي قال ان هذا الحزب او الحركة سيكون مساهما فيها بشكل فاعل بجانب مجموعة اخري من الراغبين في الاصلاح الحقيقي وملء الفراغ وانه بالفعل حدثت لقاءات واتصالات علي مدي الفترة الماضية تناقشوا فيها حول اهمية هذا التحرك في ظل الضعف الذي اصاب الاحزاب الموجودة. اضاف الغزالي انه ارسل خطابا اخر الي امين السياسات جمال مبارك باعتباره هو الذي طلب منه الانضمام لامانة السياسات وبالتالي كان من الضروري ان يبلغه بقراره. اضاف الغزالي ان توقيت الاستقالة جاء متأخرا وانه بدأ في التفكير فيها منذ تعديل 76 واعتراضه عليها لكنه اجل القرار لما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حتي لا يتسبب في ازمة للحزب. وقال انه لا يعتبر ما يحدث في الحزب اصلاحا جذريا حقيقيا وانما مجرد تعديلات ومسائل تجميلية ليست اكثر مؤكدا ان الاصلاح يجب الا يقتصر علي الحزب وانما يجب ان يكون برغبة من النظام نفسه. ويري الغزالي ان النظام بتصرفاته خدم الاخوان المسلمين بحجره علي حرية الاحزاب ومضارب القوي السياسية فاتاح اكبر فرصة للاخوان للعمل. واضاف ان الاخوان جزء لا يتجزأ من العملية الديمقراطية وعن التعامل معهم. وعلق الدكتور عبدالمنعم سعيد مدير مركز الدراسات السياسية بالاهرام وعضو امانة السياسات علي استقالة الغزالي حرب بانها خسارة للاصلاحيين داخل الحزب وان هذه الاستقالة ربما تكون جرس انذار لان الحزب يحتاج بالفعل لان يتقدم بشكل اكبر في عملية الاصلاح.