عقد دبلوماسيون وممثلون للدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إضافة إلي ألمانيا، اجتماعا وصف بالحاسم أمس الأول في لندن لمناقشة ملف إيران النووي واتخاذ إستراتيجية مشتركة فعالة لمعالجته. وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية إن الاجتماع كان سريا ومغلقا، وسيبحث الخطوات والإجراءات القادمة تجاه إيران دون أن تذكر تفاصيل أخري. وتأمل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الحصول علي تأييد روسيا والصين لاتخاذ خطوات فعالة ضد إيران بشأن برنامجها النووي. وأعاقت موسكو وبكين حتي الآن التوصل إلي إجماع لمجلس الأمن داخل مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يشار إلي أن روسيا تقوم ببناء أول مفاعل نووي إيراني بتكلفة مليار دولار، بينما تعتمد الصين علي النفط الإيراني في اقتصادها. وقال دبلوماسي مع وفد الترويكا الأوروبي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) -الذي ألغي الأسبوع الماضي حوارا مطولا مع إيران- إن هناك بعض الثقة في أن موسكو قد تميل علي نحو متزايد نحو موقف الاتحاد الأوروبي وواشنطن ولن تعرقل إحالة ملف إيران لمجلس الأمن، لكنه أشار إلي أن إقناع الصين مازال أكثر صعوبة علي ما يبدو. وفي هذا السياق قال مسئولون ألمان إن المستشارة أنجيلا ميركل توجهت إلي موسكو، حيث تأمل إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانضمام إلي الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة في زيادة الضغوط الدبلوماسية علي إيران. وتصاعد النزاع بشأن برنامج إيران النووي الأسبوع الماضي عندما استأنفت طهران متحدية الولاياتالمتحدة والقوي الأوروبية الكبري، أبحاثها النووية بعد تعليق استمر عامين. ورغم استئنافها أبحاثها النووية قالت إيران علي لسان وزير خارجيتها مانوشهر متقي، إن الدبلوماسية وحدها لا التهديدات بالإحالة إلي مجلس الأمن الدولي يمكنها أن تنزع فتيل الأزمة الحالية. وأشار الوزير الإيراني في مقابلة صحفية إلي استعداد بلاده لمواصلة المباحثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعرب عن أمله في أن يتحرك نظراؤه في دول الاتحاد الأوروبي بتعقل وتأنٍ، وأن يتخذوا خطوات صحيحة. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي قال إن إيران لا تخشي إحالة ملفها النووي إلي مجلس الأمن، مشيرا إلي أن طهران لم تتخط أي "خط أحمر" فيما يتعلق بهذا البرنامج. وفي خضم هذه التطورات شكك المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في طبيعة برنامج إيران النووي. وقال في مقابلة نشرتها مجلة "نيوزويك" الأمريكية إنه ليس بوسعه الجزم بأن البرنامج النووي الإيراني ليس عسكريا. وأوضح البرادعي أنه "في السنوات الثلاث الماضية قمنا بتحقيقات مكثفة في إيران، وحتي بعد ثلاث سنوات ليس بإمكاني بعدُ إصدار حكم حول الطبيعة السلمية للبرنامج". ولم يستبعد المسئول الدولي احتمال امتلاك إيران لبرنامج نووي عسكري منفصل عن برنامجها النووي العام. وحذر في هذا السياق من أنه "إن كانت لديهم مواد نووية وبرنامج أسلحة موازٍ في الوقت نفسه, فلسنا سوي علي مسافة بضعة أشهر من الوصول إلي سلاح نووي". ويأتي تصريح البرادعي في وقت واصلت فيه الولاياتالمتحدة ضغطها علي إيران بشأن برنامجها النووي، حيث قال أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في مجلس الشيوخ إنه قد يتحتم علي واشنطن في النهاية توجيه ضربة عسكرية لردع طهران عن الحصول علي أسلحة نووية. وأوضح السيناتور الجمهوري جون ماكين لمحطة (CBS) التلفزيونية أن الخيار العسكري هو الخيار الأخير، وأنه ينبغي استنفاد كل شيء آخر قبل ذلك. مشيرا إلي أن "القول بأننا لن نمارس الخيار العسكري تحت أي ظروف سيكون نوعا من الجنون". من جانبه قال السيناتور الديمقراطي إيفان بايه عضو لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، إن هناك أجزاء حساسة في برنامج إيران النووي من شأنها إذا هوجمت أن تؤخر تطوره كثيرا.