ظل الشيخ جابر يصارع المرض وتولي زمام الأمور وتسيير شئون الحكم شقيقه الشيخ صباح الأحمد الذي كان وزيرا للخارجية في ظل مرض ولي العهد الشيخ سعد العبدالله وعين الشيخ صباح في صيف العام 2003 رئيسا للوزراء. ودخلت الكويت جدالا دستوريا في العامين الماضيين حول ترتيب شئون أسرة الحكم في ظل مرض الكبيرين، وحاول حكماء الأسرة وضع حلول لما كان يمكن أن يفجر أزمة في المستويات القيادية العليا، لكن ظل الوضع علي ما هو عليه خشية تفاقم صراع بين الجناحين الكهمين في أسرة آل الصباح الحاكمة وهما جناح الأحمد الذي يتزعمه الأمير الراحل وجناح السالم الذي يتزعمه ولي العهد الأمير الجديد سعد العبدالله ومع وفاة الأمير الثالث الشيخ جابر فإن سعد العبدالله سيكون هو الأمير الرابع منذ الاستقلال العام 1960 وكان محقق الاستقلال من الانتداب البريطاني هو الشيخ عبدالله السالم الصباح والد الأمير الجديد. وتولي الشيخ الراحل جابر الحكم عام 1976 خلفا للأمير السابق ابن عمه الشيخ صباح السالم والد وزير الخارجية الحالي الذي من المنتظر توليه منصب رئيس الوزراء إذا ما أتم اتفاق العائلة الصباحية، علي ذلك يذكر أن الكويت هي أول دولة خليجية تنتهج الحكم البرلماني حيث انتخب أول برلمان في عام 1961 بعد إعلان الدستور ولكن الوضع البرلماني تعرض لهزات عديدة حيث حل البرلمان في منتصف السبعينيات الفائتة. وإليه فإنه رغم ما يشار إليه من تفاهم حول منصب الأمير إلا أن منصب ولي العهد هو المثير للجدل حيث يعطي الدستور مثل هذا المنصب لرئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح ويدور جدل أيضا حول الحال الصحي للشيخ سعد حيث قانون الوراثة ممكن أن يترك المجال متاحا لاختيار أمير غيره، ولكن تصريحا لرئيس الوزراء الشيخ صباح قبل أسبوعين حسم فيه الأمر حين قال لا يوجد في تاريخ الكويت ما يقال عن وجود أمير سابق حاسما الأمر لصالح الشيخ سعد. يشار إلي أن الشيخ جابر العلي رئيس الحرس الوطني وكبير السن في أسرة آل الصباح فجر في العامين الماضيين مجموعة من القضايا حول ضرورة ترتيب أسرة الحكم وهرم السلطة، وكان اخرها تصريحه في الصيف الماضي حين طالب بتشكيل قيادة جماعية ثلاثية للقيام بمهمة قيادة البلاد في ظل الفراغ في السلطة بسبب مرض كبيري البلاد الأمير وولي عهده الأمر الذي حدا بالأمير الراحل يحسم الأمر واضعا ثقته برئيس مجلس الوزراء علي تحمل المسئولية، وكان مثل هذا الكلام بمثابة اعتبار الشيخ صباح هو الرجل الأول في القرار خاصة أن كلاما مثل هذا حمل في طياته توقعات تشير إلي احتمال تنحي ولي العهد الشيخ سعد الذي كان في رحلة علاج في لندن إلا أنه عاد رغم المرض علي نحو عاجل إلي الكويت وأعلن ديوانه أنه بدأ ممارسة مهامه وهو في صحة جيدة، ومن بعد ذلك صمت الجدل في شكل يدفع إلي المزيد من التساؤلات حول استحقاقات المرحلة المقبلة التي كانت قمتها اليوم إعلان وفاة الشيخ جابر لتبدأ في الكويت مرحلة جديدة هي الأخري لها استحقاقاتها فيما يتعلق بقضية الحال الصحي للأمير الجديد أيضا. يشار إلي أن الشيخ جابر هوه الزعيم الخليجي الرابع الذي يتوفي وهو علي رأس السلطة بعد الشيخ الراحل عيسي بن سلمان آل خليفة الذي توفي عام 1999 ثم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 2004 والعاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز عام 2005 ثم إنه الشيخ الخليجي الثالث الذي يقضي خلال شهر من بعد وفاة الشيخ مكتوم بن راشد المكتوم حاكم دبي والفتي الشيخ فيصل بن آل خليفة نجل عاهل البحرين. ففي عهده عقد مؤتمر القمة الإسلامي بدولة الكويت، واختير رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي خلال دورة كاملة "الدورة الخامسة" أسهم خلالها بإبراز دور المنظمة علي المستوي العالمي وعمل علي ترسيخ الكثير من قانون تنظيمها. كان له دور فعال ومؤثر في حشد القوي العالمية والدولية لنصرة الحق الكويتي وإعادة الكويت دولة حرة مستقلة ذات سيادة علي أرضها، حين فاجأ النظام العراقي باحتلال الكويت عام 1990 . عمل مع الأشقاء والأصدقاء من دول العالم علي تحرير الكويت الذي اجتمعت علي ضرورة القضاء عليه بإرادة المجتمع الدولي وبشكل لم يسبق له نظير في التاريخ المعاصر وكان لقدرته علي استثمار الكفايات والقوي الوطنية خارج الوطني آنذاك، وإرسال الوفود الشعبية والرسمية إلي دول العالم أجمع.. الأثر الواضح في شرح قضية الكويت وبيان عدالتها في مواجهة الإعلام العراقي الزائف والدعاوي الباطلة. استطاع أن يقود من خلال تنظيم محكم العمل السياسي خارج البلاد، والمقاومة الكويتية داخلها، وتوفير الأموال اللازمة لدعم النشاط المكثف والمتصل لكل منهما فضلا ن رعاية المواطنين الكويتيين داخل الكويت وخارجها علي نحو حفظ لهم كرامتهم، ووفر لهم متطلبات الحياة، أعانهم علي الصمود وتحمل آلام البعد والفراق عن الأهل والوطن في الخارج وقسوة الاحتلال وبشاعة جرائمه في النفس والمال والممتلكات العامة والخاصة في الداخل. وبعد تحرير الكويت قاد الجهود المكثفة لإعادة إعمارها وإزالة آثار العدوان عليها في فترة قياسية لا تقارن بأي حال من التقديرات العالمية التي وضعتها وتوقعتها المؤسسات المتخصصة العالمية.