اعتبر محللون ان النداء الذي وجهه النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام للاطاحة بالسلطة في دمشق يشوبه الغموض، فهو يبدو مبادرة شخصية اكثر من كونه خطوة منسقة مع المعارضة السورية. وتساءل المحلل والصحافي البريطاني باتريك سيل المتخصص في الشئون السورية "هل يستعد خدام لعودة قوية الي الساحة السياسية السورية، ام ان تصريحاته لا تعدو كونها صرخة غضب بعدما شاهد كل انجازاته ترمي من النافذة؟" واثار خدام الذي يعيش في منفاه الباريسي منذ صيف 2005 بسبب خلافاته العميقة مع الرئيس بشار الاسد، زلزالا سياسيا عبر دعوته منذ نهاية ديسمبر الي تغيير النظام في دمشق، وصولا الي اتهام الرئيس السوري بانه امر باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. واكد خدام (73 عاما) الذي طبع السياسة السورية خلال 30 عاما وخصوصا في لبنان، ان الحكم السوري لا يمكن اصلاحه، والخيار الوحيد هو اسقاطه. واوضح ان سوريا في خطر وتعيش عزلة بسبب سياسة السلطات، كما ان وحدتها الوطنية مهددة، لافتا الي انه يسعي الي تأسيس جبهة معارضة من شأنها احداث التغيير المطلوب. وبذلك كان خدام اول شخصية سورية بهذه الاهمية تعلن انشقاقها عن النظام البعثي الذي يحكم سوريا منذ اكثر من ثلاثين عاما. لكن سيل ابدي شكوكا في امكانات تحرك خدام الذي "تزعم" الحرس القديم في سوريا وكان قريبا جدا من الرئيس الراحل حافظ الاسد، وعلق بقوله "ستالين كان يقول عن البابا: كم يملك من الوحدات العسكرية؟" واضاف سيل ان "الرجل (خدام) لا يتمتع بشعبية في سوريا وحتي داخل المعارضة، ربما يدعمه بعض السعوديين، لكن فرنسا والولايات المتحدة تتحفظان عن اعلان موقف". وكان المعارض السوري ميشال كيلو قال قبل ايام في لهجة تخلو من اي حماسة ان الديموقراطية مطلب قديم يحظي باجماع في سوريا، واذا اراد خدام المشاركة في تحقيق هذا الهدف فليكن. وكيلو هو احد موقعي "اعلان دمشق" الاخير الذي يضم احزابا وشخصيات معارضة تدعو الي تغيير جذري وسلمي للسلطة في سوريا. وتعتبر المعارضة السورية ان خدام شارك في قمع "ربيع دمشق"، الحركة الديموقراطية التي ماتت في المهد بعيد تسلم بشار الاسد السلطة في يوليو 2000 . بدورها، اظهرت جماعة الاخوان المسلمين الد اعداء النظام البعثي انفتاحا يشوبه حذر علي انضمام خدام الي حركة التغيير. ومنذ تصريحاته الاولي صعد خدام تدريجا كلامه، ووصل به الامر الي اتهام الرئيس السوري بانه امر بقتل رفيق الحريري.