رغم جهود وزارة الصحة الهائلة لمكافحة الأمراض خاصة الالتهاب الكبدي الوبائي.. إلا أن مستشفياتنا مازالت في حاجة إلي قبضة حديدية لمواجهة الإهمال الذي يستشري فيها. من لا يشكر الناس لا يشكر الله -تعالي- وهذا ما يجعلني أقول: شكراً للحكومة علي جهدها المبذول من أجل انقاذ مرضي الكبد، شكراً لوزارة الصحة علي استيراد عقار -الإنترفيرون- من الخارج، في محاولة هي الأولي من نوعها فلم يكن لنا سابق عهد بهذا الدواء، ولم نكن نعرفه، وكنا نسمع عنه منذ سنوات ونتمني علي الله الأماني، وها هو الآن في متناول أيادينا في صيدليات الوزارة بأجهزة القلب والجهاز الهضمي المتناثرة بالوجه البحري والقاهرة، وجدير بالذكر أن الحكومة أنشأت فروعاً كثيرة لعلاج مرضي البكد من أهمها فرع: المنوفية- القاهرة- المنصورة وفرع دمياط وكل هذه الأجهزة تقوم بدورها في ملاحقة الفيروس الكبدي الوبائي (C) وحصره ومحاولة القضاء عليه، انه ليس وليد الأمس ولا اليوم، ولكنه وليد فترة طويلة من الفقر والجهل وعدم القدرة علي التعايش مع العالم، وقد حازت البلهارسيا نصيب الأسد في حصد الكثير من شبابنا من خلال الإصابة بتليف الكبد ونزيف المرئ وتدمير الطحال وهذه الأجهزة خطوط حمراء لا يمكن أن يعيش الإنسان بدونها وأقول بملء في بأن وزارة الصحة استطاعت أن تطرح كميات لا بأس بها من حقن الإنترفيرون كما أنها دأبت في علاج المرضي ولم تعجز أمام هذه الأعداد المهولة التي تتوافد علي هذه الأماكن والتي تقدر بالملايين، فلم يكن أمامها بد من تدعيم استيراد كميات أكبر وذلك بعمل صفقات مع كبري شركات الدواء في العالم، وعلي قائمة تلك الشركات الشركة الألمانية الرائدة في هذا المجال، وقد منح الرئيس مبارك وزارة الصحة صلاحيات واسعة لاستكمال مشروعها وأوصي بالمضي قدماً مهما بلغت نفقاته، وتمضي الوزارة وتسعي في القضاء علي هذا الوباء القاتل وبالفعل تؤكد التحاليل علي صلاحية العقار وملاءمته ويتماثل بذلك اعداد كبيرة للشفاء من الالتهاب الكبدي الوبائي وتظل بقية ممن لا يستجيبون للعقار تنتظر توصل علمائنا إلي علاج يضمن لهم الصحة والسلامة، وتتجه الوزارة بعد هذه الخطوة إلي التواصل مع الدول من خلال الابحاث العلمية باحثة عن علاج نهائي يمضي المرضي تماماً وقد أكدت بأنها قادرة بإذن الله تعالي علي حسم هذه الموقعة العلمية ويمكن القول بعد ما سبق إن هذا العقار هو الوحيد المعترف به دولياً، فجميع العالم يعرفه ويتعامل به مع مرضاه وليس له بديل آخر وتعتبر أي محاولة لاقناع المرضي بوجود بدائل محاولات سرقة وتغرير الغرض منها خداع الناس والضحك عليهم بتلك السموم المصنوعة (تحت السلم) بعيداً عن الشمس ولطالما يقوم بعض الأطباء غير المتخصصين بحشو رءوس الناس بكلام فارغ لاطائل من ورائه، ويقنعونهم بأن الأعشاب تقضي علي (الفيروس) وربما يكونون وسطاء متربحين يسعون لحصد مبالغ من المال مستغلين تعلق المرضي بقشة الفريق كما يقولون، ويترتب علي ذلك تأخر حالة المريض، فقد تصل به إلي الموت المحقق، والأمثلة علي ما أقول أكثر من أن تعد أو تحصي، منها ما وقع فيه المواطن شعبان حسن المزين من النسايمة مركز المنزلة محافظ الدقهلية عملية نصب الحادث أن تودي بحياته عندما أوهمه طبيب يعمل بأحد مستشفيات وزارة الصحة بوجود عقار مصنوع من الأعشاب وأن هذا ناجح ومفيد ويقضي علي الفيروس وصدق الضحية كلامه المعسول وأسرع في جمع المبلغ المطلوب واشتري الوهم القاتل فساءت حالته الصحية وأحس بآلام وأوجاع لم يكن له سابق عهد.. إننا نناشد الأستاذ الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة هذا الإنسان والذي تشعر فيه ببساطة المصريين وحبهم لنجدة إخوانهم أن يردع أمثال ذلك الطبيب المخادع وأن يعمل سيادته علي تنقية المستشفيات من هؤلاء اللصوص الذين لا يفكرون إلا في أنفسهم وحسب. كما نهيب بالأستاذ الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط أن يقبض بيد من حديد علي مسئولي مستشفي دمياط العام أم المستشفيات في المحافظة، تلك التي حاصرها الإهمال وانتشرت فيها الفوضي فخلفتها أنقاض مستشفي الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.