الحديث الجاد.. الصريح.. الجريء.. المعتدل.. المنطقي.. المهذب.. الذي اختص به شيخ الأزهر قناة دريم مساء الثلاثاء أمس الأول من خلال برنامج .العاشرة مساء. الذي تقدمه المذيعة المجيدة دائماً مني الشاذلي.. هز مشاعر الجميع.. مسلمين ومسيحيين علي السواء.. ذلك لأن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أظهر بحق من خلال هذا الحديث سماحة الإسلام وطيبته.. ووسطيته واعتداله.. وقبول الإسلام للآخر واحتضانه له في ألفة وحب وتواد وصفاء. لقد أبحر شيخ الأزهر بحديثه في أعماق الفقه الإسلامي الرشيد.. وقدم رؤية مستنيرة عن صحيح الدين الإسلامي السمح الذي كثيراً ما يظلمه بعض الظالمين ويفتري عليه بالباطل بعض المفترين. لقد أراد بعض الماكرين أن يشعلوا النار في البنزين لما لاقاه الإمام الأكبر من بعض المضايقات وما سمعه من ترديد بعض الهتافات أثناء تعازيه للبابا وحينما سألته مني الشاذلي عن ذلك قال بكل سماحة.. لم أغضب مطلقاً وشعرت أن جميع الشباب أولادي وبناتي بل قال فضيلته لقد كان لهم كل الحق في ذلك لأن فجيعتهم كبري وما أصابهم أكبر ونشاركهم فيه. وقال فضيلة الإمام الأكبر أنا صعيدي.. وأمي في الصعيد كانت ترتبط بعلاقات أخوية مع السيدات القبطيات.. وكانت تزورهم في الأعياد وكانت القبطيات يبادلنها نفس الشعور ومازال هذا حال الصعيد.. بل حال مصر كلها أخوة صادقة بلا أحقاد ولا ضغائن بين المسلمين والمسيحيين. ثم سرد الإمام الأكبر العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحض جميعها علي قبول الإخوة المسيحيين للتعايش في سلم وأمان مع أشقائهم المسلمين. وفجر الإمام الأكبر قنبلة مدوية حينما قال إنه لا يعترض مطلقا علي قانون بناء الكنائس وأن ذلك لا يضير الإسلام في شيء.. بل أكد أن الإسلام بشريعته السمحة وتعاليمه الودودة يطالب المسلمين بالمحافظة علي الكنائس وعدم السعي في خرابها أو هدمها مردداً الآية التي تقول .ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت بيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله... وأبدي الإمام الأكبر مشاعر الأخوة والتقدير والاحترام والتبجيل لقداسة البابا شنودة.. إلا أنه قدم بعض اللوم لبابا روما .بنديكت. لما بدر من قداسته واعتبره الإمام الأكبر تدخلاً في شئون مصر الداخلية.. ولام الإمام الأكبر علي بابا روما عدم تعاطفه مع القضايا الإسلامية العالمية ولا الوقوف مع المستضعفين منهم بدليل أنه زار إسرائيل دون أن يزور فلسطين ولم يهتز أو يغضب لما يلاقيه بعض المسلمين من عنف في العديد من المناطق في العالم وقال إنه يقول ذلك من منطلق الرسالة السامية للسلام والمحبة التي من المفترض أن يقوم بها البابا .بنديكت. لأنه راعي السلام الأول في العالم. وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن الإرهاب صنيعة صهيونية تشجع عليها بعض القوي الغربية التي جعلت من الشرق الأوسط والدول الإسلامية حقلاً لأسلحتها.. ومسرحاً لعنفها.. دون غير ذلك من المناطق الأخري في العالم. وأعلن فضيلة الإمام الأكبر تمسكه المطلق بالوحدة الوطنية في مصر قاطعاً الطريق علي كل أولئك الذين يريدون الاصطياد في الماء العكر لإشعال الفتنة النائمة. وأعلن شيخ الأزهر أنه مستعد لزيارة بابا روما في الفاتيكان كما أنه مستعد لاستقبال قداسته بمشيخة الأزهر في مصر إذا كان ذلك سيخدم السلام في العالم ويحل مشكلات الشعوب المستضعفة. تحية واجبة لصاحب الفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر علي هذا الحديث الذي أتمني أن يعاد في جميع المحطات والقنوات الفضائية المحلية والخاصة لأنه خير رسالة وأصدق خطاب يتحدث عن الوحدة الوطنية الصادقة.