بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت مسار المفاوضات مع حكومة الخرطوم، مؤكدا التزام إدارته بإجراء الاستفتاء بشكل سلمي في الموعد المقرر، وفي هذه الأثناء شهدت مدينة جوبا عاصمة الجنوب المؤتمر الأول لمسلمي الجنوب الذي يبحث أوضاع المسلمين في حال الانفصال. فقد أعلن البيت الأبيض أن أوباما أجري اتصالا هاتفيا أمس الأربعاء مع سلفاكير، لمناقشة مسار المفاوضات مع حكومة الخرطوم وتأكيد التزام الولاياتالمتحدة بإجراء الاستفتاء علي انفصال الجنوب بشكل سلمي في الموعد المقرر. وأشار المصدر نفسه إلي أن أوباما حث سلفاكير أيضا علي التواصل بجدية مع الحزب الحاكم في الشمال لحل المسائل العالقة المرتبطة باتفاق السلام. وكان الفرع الشمالي ل"الحركة الشعبية لتحرير السودان" قد أعلن قبيل ذلك بوقت قصير، أنه سيصبح حزبا مستقلا في الشمال إذا أدي الاستفتاء المقبل بشأن مصير الجنوب إلي الانفصال. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحركة ياسر عرمان في مؤتمر صحفي الأربعاء "الحركة الشعبية ستبقي في الشمال وستكون قوة سياسية لا يستهان بها، فحجمنا كبير ونحظي بدعم قوي في شمال البلاد". وقال عرمان إن الحزب "سيكون الطرف الذي يدعو إلي سودان جديد ويتمسك بالقيم الديمقراطية والفدرالية والعلمانية". ومضي يقول إن "الطريق" الذي ذكره الرئيس البشير "ليس الطريق الذي يؤدي إلي سلام دائم"، في إشارة إلي الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوداني الأسبوع الماضي وتعهد فيه بتطبيق الشريعة الإسلامية بعد الاستفتاء. وأشار إلي أن الفرع الشمالي للحركة يخطط أيضا لإقامة صلات وثيقة مع إقليم دارفور بغرب البلاد، وتابع "نشارك سكان دارفور تطلعاتهم إلي سودان جديد وتغيير المركز في الخرطوم، لأنه من دون تغيير السياسات في الخرطوم فإن السودان لن يشهد سلاما دائما". وفي تطور ذي صلة انعقد بمدينة جوبا أمس المؤتمر الأول لمسلمي الجنوب الذي يبحث أوضاع المسلمين في حال الانفصال. وتعهدت الحكومة علي لسان سلفاكير الذي ترأس الاجتماع بالحفاظ علي حريات المسلمين مع استمرار نهجها الداعي لفصل الدين عن الدولة، مؤكدا أن أتباع جميع الأديان سيمارسون شعائرهم ومعتقداتهم الدينية بحرية كاملة في حال انفصال الجنوب عن الشمال. وقال بعض المسلمين الذين شاركوا في المؤتمر لمراسل الجزيرة إن المؤتمر ولد لديهم إحساسا بالأمان، وإنهم سيتمتعون بنفس الحقوق التي سيتمتع بها أبناء الديانات والمعتقدات الأخري. يذكر أنه من المتوقع علي نطاق واسع أن يصوت سكان جنوب السودان في الاستفتاء لصالح الانفصال لإقامة أحدث دولة أفريقية في التاسع من يناير.