في الوقت الذي تنفق فيه الدولة ملايين الجنيهات علي إنشاء حمامات السباحة سواء بالقاهرة أو غيرها بعواصم المحافظات بغرض استغلالها في الأنشطة الرياضية أو الترفيهية يجدر التساؤل هل تستخدم تلك الحمامات صيفاً وشتاءً أم يكتفي بالثلاثة أشهر إجازة العام الدراسي الصيفية؟ اعتقد أن حمامات السباحة التي تعمل في فصل الشتاء بالمحافظات تعد علي أصابع اليد الواحدة ذلك لعدم التدفئة للمياه من ناحية ومن ناحية أخري أن كثيرا من هذه الحمامات غير مغطاة وغير مجهزة لتشغيلها شتاءً بسبب برودة الجو، الأمر الذي يجعل الشباب في عزوف تام عن استخدامها خلال التسعة شهور الباقية من العام وهذا بخلاف موافقة شهر رمضان الكريم بأشهر الصيف بمعني أن ملايين الجنيهات التي انفقتها الدولة علي تلك الحمامات لم نستفد منها الاستفادة الكاملة ولم تود الغرض من إنشائها. وأسوق إلي السادة المسئولين والقراء مثالا لهذه القضية بحمام سباحة دمو بمحافظة الفيوم فالبرغم من أنه الحمام الوحيد المتاح لشباب المحافظة والمفترض انها علي الخريطة السياحية الداخلية من المحافظات المهمة إلا أن المسئولين عن الرياضة بمصر أو بالمحافظة لم يقوموا بالتخطيط الصحيح والسليم لاستغلال هذا الحمام اليتيم لكون حمام السباحة به لا يعمل أيضاً إلا صيفا وكذلك حمام سباحة جامعة الفيوم، بالإضافة أن حمامات السباحة بنادي قارون المزمع إنشائها لم تر النور حتي كتابة هذه الكلمات. وحيث إن الدولة انفقت الملايين من إنشاء حمام سباحة أوليمبي بمدينة دمو الرياضية بمحافظة الفيوم لإتاحة الفرصة لشباب المحافظة والمحافظات المجاورة للتنافس رياضياً وتجهيز أبطال سباحة من الأقاليم في المنافسة علي البطولات سواء علي المستوي المحلي أو الدولي أو الأوليمبي فإنه من الطبيعي علي المسئولين عن الرياضة بمصر والمسئولين بمحافظة الفيوم إقامة وتوفير الرعاية الكاملة لهذا الحمام الأوليمبي أو المسمي بالأوليمبي فكيف يكون أوليمبياً وغير مغطي وتدفئته معطلة أو منعدمة وتلاصق أسوار مزرعة دواجن كبيرة وتخرج منها الروائح الكريهة من الشفاطات العملاقة علاوة علي مخالفات بيئية كثيرة من آثار المزرعة. يا سادة إن أموال الشعب يجب توظيفها التوظيف اللائق والمستقيم المؤدي لأغراضها ومن باب أولي علي المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة الاهتمام بحمامات السباحة وبخاصة هذا الحمام لمحافظة سياحية تبعد عن القاهرة مائة كيلو تقريبا من شمال الصعيد الذي تسعي لتنميته علي جميع المستويات والأوجه وكذلك من الواجب علي الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم أن ينظر إلي حمام سباحة دمو نظرة الرضا بدلا من رصف شوارع بعينها أكثر من مرة خلال العام الواحد ثم يحفرها لمواسير الصرف الصحي، وزرع ورد أحمر لمسافة تزيد علي ثلاثة كيلو مترات بطريق الفيومالقاهرة كديكور أثناء إحدي الزيارات المهمة للمحافظة، والورد يتلف بعد أسبوع أو أسبوعين من الزيارة. وأحب أن أهمس في أذن سيادته أليس من الأولي الاهتمام بالرياضة والسباحة خاصة بدلا من توجيه الأموال علي البلاط الخرساني بالطريق الدائري وغيره ويا حظ أصحاب تلك المصانع التي تجد رواجا لبلاطها. ووعن الملايين التي أنفقت علي الممشي السياحي للمراهقين والمراهقات فحدث ولا حرج وكأننا دائنون للاتحاد الأوروبي بمليارات اليوروهات. يا سادة رحمة بالمواطنين وقليل من الاهتمام بالرياضة وحمامات السباحة بالأقاليم لنستغلها طوال العام حتي نري أبطالنا يحصدون البطولات ولينشغل شبابنا بما يفيده ويبعده عن المنكرات والتسكع في الكوفي شوب والمقاهي والنواصي والطرقات.